التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية - الأوكرانية على مصر
2022-11-13

د. إيمان مرعى
* خبير ورئيس تحرير دورية رؤى مصرية - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

 

لم تكد أزمة كوفيد - 19 تنفرج بما أحدثته من تعطل فى سلاسل الإمداد، وارتفاع فى تكاليف الشحن، وضعف فى النظام الصحى العالمى، وارتفاع فى تكلفة الغذاء والطاقة، حتى اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية فى 24 فبراير2022، وقد فاقمت هذه الأزمة من تلك التداعيات، غير أن آثارها ظهرت سريعاً من خلال أزمة غذائية عالمية جديدة، نظراً لأن الدولتين المتحاربتين مساهمان بنصيب جوهرى فى الإنتاج والصادرات العالمية من السلع الغذائية الاستراتيجية.

وفى ضوء ذلك الوضع أسرعت الحرب من وتيرة أزمة نقص الغذاء، وتفاقم انعدام الأمن الغذائى فى العديد من دول العالم، وخاصة الدول التى تعانى من فجوة غذائية وتعتمد على استيراد الغذاء، والدول الأقل نمواً، والدول منخفضة الدخل.

فى ضوء تداعيات الحرب على الأمن الغذائى حذر رئيس البنك الدولى فى 25 مايو 2022 من أن الحرب وتأثيرها المتوقع على الغذاء، والطاقة، والأسمدة قد تؤدى إلى ركود عالمى.

ومع بداية الأزمة الروسية - الأوكرانية عملت الحكومة المصرية على عدد من المسارات المتوازية لتحقيق الأمن الغذائى، حيث اتخذت المزيد من التدابير، والسياسات الزراعية، والإجراءات التنظيمية الأكثر عمقاً واتساعاً وتنوعاً لتأمين الاحتياجات الغذائية، والتخفيف من الضغوط الملقاة على عاتق الاقتصاد المصرى والمواطنين محدودى الدخل. وعلى الرغم من التحديات التى تفرضها الحرب، بيد أنه يمكن تعزيز موقع مصر كمركز إقليمى للطاقة.

وفى هذا السياق، يناقش العدد طبيعة العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا وأوكرانيا، وأثار الحرب على إمدادات الطاقة، والتجارة الخارجية، والاستثمار الأجنبى. وبالتالى فإن تبلور ملامح الصورة النهائية للمسارات الاقتصادية ومستوى التأثير والتأثر بتداعيات الأزمة سوف يظل مرهوناً بالتطورات التى قد تحدث خلال الفترة القادمة والتى من شأنها أن ترسم خريطة العالم على المستوى الاقتصادى فى ظل تغير العلاقات وموازين القوى.


رابط دائم: