وزيرة الخارجية السودانية تزور مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
2021-3-9

أسماء الحسيني
* صحفية - مؤسسة الأهرام

عقد مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في الرابع في مارس الجاري (2021) ورشة عمل مغلقة مع وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي خلال أول زيارة لها للقاهرة بعد تولي مهام منصبها. وشارك في ورشة العمل من قيادات مؤسسة الأهرام الأستاذ عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام، والأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، والأستاذ ماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي، والأستاذ عزت إبراهيم رئيس تحرير الاهرام ويكلي، والأستاذة نيفين كامل رئيس تحرير الأهرام أبدو. وشارك من أساتذة وخبراء المركز الدكتور/ محمد فايز فرحات، مدير المركز، والأستاذ/ نبيل عبد الفتاح، المستشار الأكاديمي للمركز، والدكتور جمال عبد الجواد المستشار الأكاديمي للمركز، والدكتور أيمن السيد عبد الوهاب نائب مدير المركز، والدكتورة أماني الطويل، مستشار المركز والمتخصصة في الشئون الأفريقية، وكل من الأستاذ هانئ رسلان الخبير المتخصص في الشئون الأفريقية وحوض النيل، والدكتور معتز سلامة الخبير بالمركز، والدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة العلاقات الدولية.


 

افتتح ورشة العمل الأستاذ عبد المحسن سلامة، الذي أكد في كلمته إننا اليوم إزاء جيل جديد وطبقة سياسية حاكمة جديدة في السودان تحمل أملا وعمقا جديدين للعلاقة بين البلدين، اللذين يعتبر كلاهما بعدا استراتيجيا للآخر. وأكد سلامة أن أي عبث بهذه العلاقة مآله الفشل، وأن هناك ظروفا كثيرة الآن تستدعي توحيد المواقف والرؤى والتكامل بين البلدين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.


 

وأشار الدكتور محمد فايز فرحات أن زيارة الدكتورة مريم الصادق المهدي لمصر تأتي في توقيت شديد الأهمية بالنسبة للبلدين، وذلك بالنظر إلى المصالح المشتركة والتحديات الهائلة التي باتت أكثر وضوحا بالمقارنة بأي مرحلة سابقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، جنبا إلى جنب مع فرص التعاون الضخمة بين البلدين والتي بدأ بعضها يشهد حضورا فعليا على أرض الواقع.

بدأت الدكتورة مريم الصادق المهدي بالتأكيد على سعادتها بوجودها في مؤسسة الأهرام، والاستقبال الذي حظيت به من جانب قيادات المؤسسة، وأن الحوار مع مركز الأهرام يمثل فرصة لنقاش جاد وصريح بشأن العلاقات المصرية السودانية وكيفية الانتقال بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى تتناسب مع حجم المصالح المشتركة. كما أكدت أن زيارتها لمصر، وأن العلاقات مع مصر، ليست موجهة ضد أحد، بقدر ما هي تعبير عن موقف استراتيجي ثابت لأهمية مصر بالنسبة للسودان، ولصالح الشعبين في مصر والسودان، وكذلك المنطقة العربية والأفريقية والعالم.

وأكدت المهدي سعي السودان لحل الخلاف الحدودي مع إثيوبيا دبلوماسيا، وما يمثله الملء الثاني للسد من خطر على أمن وحياة ملايين السودانيين.

وبشأن العلاقة مع مصر، أكدت المهدي أهمية دور الإعلام وقادة الرأي في تجاوز حالة الاستقطاب التي قالت إنها تمثل أحد مهددات العلاقة بين البلدين، كما أكدت على أهمية البعد الشعبي في تأسيس علاقات أقوى بين البلدين.

تلي ذلك بدء نقاش مفتوح، أداره د. محمد فايز فرحات.  


 


من جانبه قال الدكتور نبيل عبد الفتاح إن حديث وزيرة الخارجية السودانية يعبر عن نوايا طيبة للعلاقات بين البلدين غير بعيدة عن رؤى والدها الزعيم السوداني الكبير الراحل الصادق المهدي. واقترح عبد الفتاح أن تتخذ العلاقات بين البلدين منحى عملي، وأن يتم البحث عن القواسم المشتركة وتبادل الرؤى والبحث عن مداخل جديدة للعلاقات، مؤكدا أن العلاقات المصرية- السودانية ليست قضية المياه فقط، بل أشمل وأوسع من ذلك، مشيرا إلى حجم التداخل السكاني، وأن الدراسات أثبتت بطريقة علمية أن المصريين يرون أن الشعب السوداني هو الأقرب إليهم.

ومن جانبه، أثنى الدكتور جمال عبد الجواد على رؤية الوزيرة للعلاقات المصرية- السودانية، التي قال إنها شهدت على مدى عقود طويلة كثيرا من الضجيج وقليلا من الطحن، وأضاف أن الوضع بين البلدين الآن ينبئ عن كثير من التوافقوفرص البناء. وأكد عبد الجواد أن البلدين الآن يمكن أن ينطلقا إلى آفاق أفضل، إذ لم يصبح استقلال بلادنا موضع شك أو خوف، وبعد أن زالت الأوهام الأيدولوجية والمخاوف من الهيمنة، وكل ذلك يؤهل البلدين لمرحلة جديدة في علاقاتهما، والمهم أن ننتقل إلى أطر قابلة للتنفيذ، عبر منصات وأعمال مشتركة.


 


 

ومن جهته، أشاد الدكتور هانئ رسلان بالدور الذي تقوم به الدكتورة مريم الصادق المهدي الآن في رفع صوت السودان عاليا، وقال إن رؤيتها للعلاقات المصرية- السودانية ذات أبعاد استراتيجية، وأنها تعرف مصر الحقيقية، وأن هذا ليس من فراغ، بل استمرار لعطاء والدها الراحل الكبير الصادق المهدي الذي مد كثيرا من الجسور وصحح معلومات واتخذ مواقف تاريخية مهمة وصحيحة.

وأكد رسلان أن الصورة السلبية لمصر في السودان هي أحد معوقات تقدم هذه العلاقات، وأنه يجب العمل المشترك لتصحيح هذه الصورة بعد سقوط نظام البشير، مؤكدا أهمية انطلاق العلاقات بين البلدين في مسارها الصحيح لصالح الشعبين الشقيقين، عبر حوارات شفافة وجادة تؤدي إلى إنتاج أدبيات جديدة، واعتبر أن اللقاء مع الوزيرة هو لقاء مكاشفة ومصارحة يمثل أساسا مهما يمكن البناء عليه لنجاح هذه المهمة.

ومن جانبها اعتبرت الدكتورة أماني الطويل أن وحدة الموقفين المصري السوداني هو عامل قوة للبلدين. كما دعا الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب إلى بناء رؤية استراتيجية تقوم على التفاهم المشترك والتفاعل الإيجابي بين النخبتين المصرية والسودانية. مؤكدا أننا لدينا فرصة كبيرة لبناء هذه الرؤية في ظل إدراك الجميع لحجم التحديات والمصالح المشتركة.

___________________________________________

نقلا عن جريدة الأهرام، 7 مارس 2021.


رابط دائم: