إدارة التنوع الثقافي داخل بيئة العمل: حالة الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية
2020-12-8

تواجه الشركات متعددة الجنسيات ضغوطاً خارجية تتمثل في جملة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الدولية الطابع، وضغوطاً داخلية مردها التوليفة الوظيفية الناجمة عن الخلفيات الثقافية المتعددة Cultural backgrounds المتواجدة ضمنها. فمسئولياتها الكبرى في محيطها الخارجي يلزم عليها إيلاء اهتمام متزايد لبنيتها الداخلية وإيجاد معادلة متوازنة تمكنها من استيعاب كل الخلفيات الثقافية مع خلق نموذج بنائي متكامل يقودها نحو تحقيق أهدافها التنظيمية من أجل التعامل بعقلانية مع هذه التحديات. فهي بحاجة لزيادة المرونة، وتوسيع فضاء انفتاحي يسمح لها بضبط هياكلها وإعداد الاستراتيجيات اللازمة كاستجابة لهذه التغيرات.

وعلى إثر ذلك أصبح السؤال المطروح داخل هذه الشركات: كيف يمكن التعامل مع التعدد الثقافي Cultural diversity المتزايد الأهمية كمنظور ضروري لتوفير فرص متكافئة للجميع للابتكار والإبداع في العمل، كما أنه يساعد في تحقيق سمعة جيدة للشركة من خلال زيادة القدرة على المنافسة وجني الأرباح. لكن على الجانب الآخر فإن هذا التعدد الثقافي قد يكون له تأثير سلبي في حالة ضعف التواصل بين أصحاب الثقافات المتنوعة داخل الشركة، مما يؤدي، في الغالب، إلى ضعف أداء الشركة.

وانطلاق مما سبق، تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على خبرة عمل الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية في مصر، وقدرتها على إدارة التنوع الثقافي في بيئة العمل، من أجل مساعدة الشركة على إدارة هذه الاختلافات الثقافية في الأعمال التي تقوم بها في العالم بشكل عام، وفي مصر وباقي الدول العربية بشكل خاص، وبهدف تحقيق أقصى درجة ممكنة من التفاهم الثقافي بين المصريين والصينيين العاملين في هذه الشركة لتحسين أداء الشركة في المستقبل.

وتعتمد هذه الدراسة على نموذج هوفستيد "Hofstede" لتفسير أبعاد الاختلاف الثقافي بين المجتمعات، والذي يعتبر من النماذج الرائدة التي يعتمد عليها الباحثون في الوقت الحالي، وهذا يضفي على الدراسة طابع الجدة والحداثة.


رابط دائم: