عرض العدد 63 من دورية "قضايا برلمانية"
2017-8-7

نــورا فخـري أنور
* باحث مساعد - مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

منذ أيام قليلة اختتم الدور الثاني أعماله مع فض الدورة البرلمانية. أمور كثيرة نوقشت، بعضها فتح باب الأمل للمواطن، وبعضها أغضبه، وبعضها أوقفته لينتظر الموعود لمستقبل أفضل.

تشريعات، وطلبات رقابة، وقرارات جمهورية، وقرارات بقوانين، واتفاقات دولية كان لها نصيب كبير من النقاش. وكأي من برلمانات العالم، كان بعض تلك الموضوعات قد نال حظا وفيرا من النقاش وبعضه كان البرلمان من السرعة التي لم يعط لبعضها الفرصة الأكبر في النقاش.

ورغم أن البرلمان أقر في تلك الدورة موضوعات كانت مؤجلة من الدور السابق كالهيئة الوطنية للانتخابات، إلا أنه بالمقابل غض الطرف عن موضوعات أخرى كمشروع قانون المحليات، خشية على ما يبدو من استعجال الانتخابات لو أقر في حينه.

وفي هذا السياق، يناقش هذا العدد من مجلة قضايا برلمانية "الأداء التشريعي في دور الانعقاد الثاني من الفصل الأول"، حيث توضح الأستاذة هدى الشاهد، باحثة دكتوراة فى العلوم السياسية، أنالمحصلة الكلية للأداء التشريعي لمجلس النوابتعكس أن أغلب التشريعات الصادرة عن المجلس هي قوانين فنية في المقام الأول، يأتي الكثير منها في مرتبة متواضعة من حيث درجة تلبيتها لاحتياجات المجتمع المصرى فى اللحظة الراهنة. وبينما انشغل المجلس بإقرار حزمة من القوانين ذات الطبيعة الجدلية كقانون الجمعيات الأهلية، وقوانين الهيئات القضائية، واتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية، لم يبد اهتماما حقيقيا بإصدار تشريعات أكثر حيوية، كحزمة قوانين العدالة الإجتماعية، وقانون العمل، وقانون الإجراءات الجنائية، بل وقانون الإدارة المحلية، ما يخلق مشكلة تتعلق بتخطي الحواجز الوقتية الواردة بالدستور لسن بعض تلك التشريعات.

 كما سعى الدكتور كريم عبد الرازق، الخبير فى الشئون البرلمانية، فى تقرير بعنوان "تقيم الأداء الرقابي لدورة 2016/2017"، إلى رصد وتقييم أداء مجلس النواب لوظيفته الرقابية خلال دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول في ظل دستور 2014، من خلال توضيح الإطار الدستوري واللائحي لتنظيم الرقابة البرلمانية، والمؤشرات الكمية لتقييم الأداء الرقابي لمجلس النواب، بالإضافة إلى تقديم رؤية مستقبلية للعمل البرلماني، فضلا عن وضع بعض المقترحات التي تعبر عن احتياجات الأعضاء عند ممارستهم لمهامهم الرقابية.

وناقشت الدكتورة حنان أبو سكين، مدرس علوم سياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فى تقرير بعنوان "أداء الكتل والأحزاب السياسية في دور الانعقاد الثاني"، تفاعل الكتل النيابية مع القضايا البرلمانية، ومشاريع القوانين المطروحة من قبلهم أو التي تعاطوا معها، وأدائهم في انتخابات اللجان، بالإضافة إلى تفسير موقف البرلمان من رفض أو قبول الاتفاقيات الدولية، كاتفاقية قرض صندوق النقد الدولي، واتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية.

كما يتطرق هذا العدد كما تعودنا كل ثلاثة أشهر إلى أداء الربع الثالث من العام البرلماني، كتوطئة لطرح جملة الأداء في العدد القادم،حيث يعرض الأستاذ محمد المصرى، كاتب متخصص فى الشئون البرلمانية، فى تقرير بعنوان "حصاد الأداء البرلماني في الربع الثالث لدور الانعقاد الثانى" لموجز أداء البرلمان في الربع الثالث من الدورة الحالية، من خلال مجموعة من البيانات والإحصائيات سواء في الجلسات العامة الـ(23 جلسة) التي عقدت خلال تلك الفترة، أو تسليط الضوء على العمل في لجان المجلس النوعية الـ25، كما يلقى الضوء على شئون العضوية.

إضافة لذلك تتطرق الأستاذة جويس ريدفيرن، المدير التنفيذى السابق للسلطة المحلية فى ويجان واستشارى الاستدامة وخبيرة مؤسسة الشركاء الدوليين، إلى الطرق العديدة التي يمكن للسلطات المحلية الأقرب للمجتمعات العمل من خلالها مع السيدات، لتحقيق مساهمتهن بصورة كاملة في جميع المناحي الاجتماعية والبيئية والاقتصادية. كما تشير لإمكانية قيام المجالس المحلية بالعمل مع النساء بالمحليات من خلال طرق أسهل وأكثر تأثيرًا، لإزالة العوائق المتصلة بالخدمات. وبناءً على ذلك يمكن للنساء أن يكتسبن الثقة والمعرفة والقدرة على الاستمرار لبناء عالم مُستدام.

وأخيراً، يوضح الأستاذ روجر بيرى، عضو سابق فى البرلمان البريطانى ورئيس المجموعة البريطانية للاتحاد البرلمانى الدولى، أن البرلمانات تحتاج أن تكون أكثر شفافية وتمثيلية بصورة أكبر حتى تكون أكثر فعالية ومساءلة ليس في معالجة القضايا القومية فحسب، بل أيضًا في القضايا ذات الطبيعة العالمية، مثل تغيُّر المناخ وأمن الطاقة، وتسوية النزاع، والفقر العالمي. علاوة على أنه في الديمقراطيات البرلمانية التي يكون بها انتماء لحزب سياسي قوي، على النواب أن يراعوا هذا الأمر في أثناء ترتيب أولويات عملهم، ومعرفة الآراء المتضاربة لأبناء دائرتهم وحزبهم السياسي، وأيضًا ما تمليه عليهم ضمائرهم.


رابط دائم: