مصر والصين: سمات حضارية مشتركة
2017-7-29

د. الصاوي الصاوي أحمد
* أستاذ الفلسفة ومنسق العلاقات الصينية - جامعة بنها المصرية

تحرص مصر والصين على التفعيل الجاد للتعاون الإيجابي والمتوازن بين الشعبين في جميع المجالات الثقافية والعلمية، والتجارية، والسياسية، والاقتصادية، والصناعية، والتكنولوجية، واللوجستية... إلخ، لتحقيق ما تصبو إليه قيادتا الشعبين في مختلف أوجه التعاون. لكن نظرة مدققة للواقع الراهن لمجالات التعاون بين البلدين، تكشف أنها غير مرضية لكلتا الدولتين شعبًا وحكومة، برغم توافر الرغبة والإرادة والإمكانيات التي تساعد على دفع مستوى التعاون والشراكة في كثير من المجالات، خاصة المجالات الثقافية، والعلمية، والاقتصادية، والصناعية، والتكنولوجية، والتجارية.

ونظرًا لخبرة الباحثين، معدي هذه الدراسة، بالشئون الصينية والمصرية منذ وقت طويل، حيث تعاملا عن قرب مع المجتمعين الصيني والمصري، وبالأخص في مجالي الفكر، والثقافة، والتعليم، والبحث العلمي بحكم تخصصهما، وقاما بالمشاركة في عشرات المؤتمرات والندوات، والزيارات المتبادلة، وعمل الأبحاث والدراسات الخاصة بالعلاقات المصرية- الصينية، وجدا أن هناك فجوة كبيرة تعد هي السبب الحقيقي وراء ضعف روح التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري والصناعي واللوجستي بين الدولتين[1].

ومن بين أهم المعوقات التي توصل إليها الباحثان، والتي أدت إلى ضعف التعاون والشراكة بين البلدين، ضعف المعرفة المتبادلة بثقافة وعادات وتقاليد الطرف الآخر، وجهل كل طرف بلغة الآخر؛ فاللغة هي أداة التفاهم والتواصل، فإذا غابت تراجع معها مستوى التواصل والتفاهم. هذان العاملان أنتجا بدورهما ضعف المعلومات الكافية واللازمة لدفع التعاون بين المجتمعين في مختلف المجالات. ومن ثم، بات تعميق المعرفة المتبادلة بين الأمتين المصرية والصينية، شرطًا ومدخلًا أساسيًا لتعميق وتطوير العلاقات بين البلدين. هذه المعرفة المتبادلة لا يجب أن تقتصر فقط على اللغة، ولكن يجب أن تشمل أيضًا معرفة وفهم ثقافة، وعادات، وتقاليد، وقيم، واحتياجات، وتاريخ وحضارة الآخر للوقوف على ما هو مشترك وما هو مختلف بينهما، لكي يمكن لكل طرف تحديد ماذا يحتاج من الآخر، وما يمكن أن يقدمه له من أجل تعميق الفهم والاستفادة المتبادلة.

وفي هذا السياق، وكخطوة على طريق بناء وتعميق الفهم المتبادل، تسعى هذه الدراسة إلى مناقشة الخصائص والقواسم المشتركة بين الحضارتين المصرية والصينية، بهدف الوقوف على أهم مقومات وفرص التعاون والشراكة المتبادلة بين الدولتين في المرحلة الراهنة.

مما لا شك فيه أن مصر والصين هما أقدم وأعظم حضارتين في التاريخ، إذ بدأتا بالتوازي منذ حوالي خمسة آلاف عام. وإذا تأملنا بدقة خصائص ومظاهر الحضارتين، سنجد أنهما برغم التمايز القائم بينهما من حيث المكان، والزمان، والمعتقد، لكنهما يشتركان في كثير من الخصائص والمظاهر، مما أدى إلى تلاقيهما في الكثير من المراحل، وفي الكثير من أوجه التعاون، والذي بدأ من خلال طريق الحرير القديم. ونشير فيما يلي إلى أهم الخصائص والسمات المشتركة بين الحضارتين.

1- الأسبقية التاريخية

الحضارتان المصرية والصينية هما أقدم وأطول حضارتين تكونتا في العالم، إذ امتدت الحضارة المصرية القديمة من سنة 3000 ق.م إلى سنة 30 ق.م، على نهر النيل في شمال شرقي أفريقيا. وقد مرت هذه الحضارة شأنها شأن الحضارة الصينية بالعديد من المراحل والتي تراوحت ما بين القوة والضعف. ومن أهم مراحل الحضارة المصرية القديمة:

- حضارة العصر الحجري/ النحاسي، والذي بدأ منذ حوالي 5000 عام في مصر العليا، وسمي بالنحاسي نسبة إلى استعمال المصريين معدن النحاس في صناعة الخزف. وتسمى هذه الحضارة أحيانًا بحضارة البداري.

- حضارة ما قبل الأسرات، التي بدأت منذ حوالي 4000 عام وقامت في مصر العليا، وتميزت بأثاثها الجنائزي الوفير، وصناعة الأواني الحجرية والخزف الذي يرجح أنه مأخوذ من فنون الخزف الصيني التي تشتهر به حتى الآن، وأدوات الزينة وتماثيل العاج الصغيرة والإبر المصنوعة من النحاس، وشعارات النذور. وأطلق على هذه الحضارة "حضارة نقادة" الأولى والثانية. كما تتميز هذه الحضارة بالميل نحو الواقعية. ومن مظاهرها التميز بالرسوم والصور الحائطية مثل رسوم مقبرة "هيراكونيوكيس"، وشعارات تاج الملك، وتماثيل الأشخاص التي تعكس مكانتهم ورتبهم. ومن مظاهر هذه المرحلة أيضًا وجود مجتمعات متطورة تعدت نطاق القرية أو المنطقة إلى وجود مؤسسات إنتاجية بهدف بناء مصر العليا.

وقد مرت الحضارة المصرية، شأنها شأن الحضارة الصينية، بمراحل من القوة والضعف أو الاضمحلال. على سبيل المثال، تميز عصر الأسرات المبكرة في مصر القديمة (عام 3100 ق.م-  2686 ق.م) وعصر الدولة القديمة (عام 2686 ق.م. - 2181 ق.م)  بالقوة والتطور، لتأتي بعدها مرحلة عصر الاضمحلال الأول في الفترة من عام 2181 ق.م. إلى عام 2055 ق.م، ثم مرحلة القوة في عصر الدولة الوسطى (عام 1950 ق.م. - 1650 ق.م). ثم جاء عصر الاضمحلال الثاني من عام 1650 ق.م. إلى عام 1550 ق.م، ثم مرحلة النهوض والقوة في عصر الدولة الحديثة عام 1550 ق.م. - 1069 ق.م، ثم عصر الاضمحلال الثالث من عام 1069 ق.م. إلى عام 664 ق.م، ثم العصر المتأخر عام 664 ق.م. إلى عام 332 ق.م.[2]

وإذا نظرنا إلى الحضارة الصينية، نجد أن الأمر لا يختلف كثيرًا. فقد مرت الحضارة الصينية القديمة بثلاث مراحل في العصور القديمة خلال الفترة من القرن الحادي عشر قبل الميلاد حتى القرن العاشر الميلادي. وهذه الأدوار أو المراحل هي:

- دور التقدم الحضاري الأول، الممتد من عام 1028 ق.م  إلى عام 220م. ثم دور الركود والاضطراب الممتد من عام 220 م حتى عام 618م. ثم دور الازدهار الحضاري الثاني الممتد من عام 618 م حتى عام 907م. وقد حكم الصين خلال هذه الأدوار الثلاثة ثلاث أسرات هي "تشو"، و"تشين"، و"هان"[3].

ومن الملاحظ أن هناك - برغم الاختلاف الذي يؤدي إلى التكامل- أوجه تشابه من حيث العوامل التي أدت إلى الازدهار والاضمحلال في الحالتين. وكان من أهم عوامل ازدهار الحضارتين الموقع الجغرافي، حيث نلاحظ أن الحضارة المصرية تميزت بأنها كانت ذات موقع استراتيجي، حيث تقع مصر في قارتين من أقدم قارات العالم، هما قارتا أفريقيا وآسيا، وتحدها أوربا من الشمال. وتمتد على أكبر بحرين في العالم هما البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. الأمر ذاته بالنسبة للحضارة الصينية، حيث تقع الصين في نصف الكرة الشمالي وتضم الكثير من الجزر في شمال خط الاستواء، كما تطل على بحرين مهمين هما بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي. وساعد موقع كل منهما على ازدهار حركة الصناعة والتجارة في العصور القديمة.

وبالإضافة إلى تميز الموقع الجغرافي، فقد حابت الطبيعة كلا البلدين بالامتيازات الجغرافية التالية:

- وجود نهر النيل في مصر، والذى يمتد من بلاد الحبشة بشرقي أفريقيا، والذي كانت مياهه تفيض لتغذي التربة بالطمي مما ساعد على أن تكون مصر بلدًا زراعيًا على مستوى عال. الأمر ذاته في حالة الصين حيث يوجد النهر الأصفر الذي يشبه نهر النيل، بالإضافة أيضًا إلى نهر اليانغتسي؛

- خلو سماء مصر من الغيوم وسطوع الشمس المشرقة طوال العام تقريبًا، والتي تمد مصر بالدفء والضوء. أما الصين فقد تميزت بوجود معظم أنواع الطقس والمناخ، حيث تضم ست مناطق مناخية، تشمل المعتدلة والباردة والدافئة والحارة، إلخ؛

- حماية مصر بالصحراء الشرقية والصحراء الغربية، وكذلك بالبحرين بالإضافة إلى وجود الجنادل والشلالات في جنوبي النوبة. الأمر ذاته في الصين، حيث تمتد خلالها الصحراء، والتي تؤدي إلى التعادل المناخي والإنتاجي وتنوع المخرجات اللازمة لكل من الشعبين؛

- وجود اثنين من عجائب الدنيا السبع في مصر؛ هما أهرامات الجيزة وفنارة الإسكندرية. وفي الصين يوجد سور الصين العظيم أيضًا، وهو من عجائب الدنيا السبع؛

- توافر العديد من الموارد الطبيعية لدى الدولتين؛ ففي مصر توجد خامات الحديد والفوسفات والمنجنيز والذهب والرصاص، بالإضافة إلى المواد الزراعية مثل القطن والقمح والأرز. وتتميز الصين أيضًا بالموارد المائية والبحرية والطبيعية، مثل العديد من المعادن والفحم.

2- أصالة الهوية

تتميز الحضارتان المصرية والصينية بأنهما نشأتا على هوية أصيلة، عبارة عن السمات والمميزات التي تميز الفرد أو الجماعة أو الأمة عن غيرها وتجمع بين جميع أفراد الشعبين، ولا تقبل التغير ولا الضعف، برغم تغير الزمن والظروف التي واجهت كل حضارة؛ فالمصري لازال يفخر بهويته "الفرعونية" كرمز للقوة والعزة والتاريخ، ولازال يعتز بتلك الهوية ويقدم نفسه بها في أية منافسات عالمية، رياضية أو فنية أو علمية. الأمر ذاته لدى أبناء الشعب الصيني الذي يعتز ويفخر بأنه "تشن"، وهو اسم عائلة الإمبراطور "تشن شي هوانغ" الذي أسس أول أسرة مركزية في تاريخ الصين وهي أسرة تشين، خلال الفترة من 2599 ق.م. إلى عام 2100 ق. م، بعد أن وحد أقاليم الصين المتحاربة، وأدخل عليها إصلاحات هائلة، وقضى على الفساد والإنحلال والتفكك. وكانت هذه الإصلاحات من الأسس التي أبقت على الصين وعلى تراثها الحضاري ووحدتها الجغرافية حتى اليوم. كذلك لازال لقب أو رمز "التنين الصيني" مبعثًا للفخر الصيني، وأيقونة الصين في مختلف المحافل والمنافسات العالمية. وجدير بالذكر هنا أن "التنين الصيني" لاوجود له في الواقع، فهو مخلوق تخيلي أبدعه الصينيون لتجسيد الكمال الذي تطلعوا إليه. والتنين يمثل اندماج "طواطم" (رموز القبائل الصينية القديمة المتعددة)، بعد توحدها معًا في شعب واحد هو الشعب الصيني. وقد ظل التنين هو طوطم (رمز) الأمة الصينية وصاحب الحضور الأقوى في الذاكرة والاحتفالات الشعبية للصينيين، ولكن بعد دخول الصين العصر الإمبراطوري الإقطاعي تحولالتنين تدريجيًا إلى رمز خاص بالأسرة الإمبراطورية، حيث كان الإمبراطور يعتبر تجسيدًا للتنين، الذي هو رمز الكمال والاختيار الانتقائي للأفضل في كل شيء).

وهكذا، تعد الهوية التاريخية حجر زاوية لدى الأمتين المصرية والصينية، باعتبارها تراكم تاريخ طويل من القيم الثابتة التي نشأت عبر الممارسات الأخلاقية والاجتماعية والتاريخية والثقافية، بالإضافة لما تمثله من "زاد" فكري وروحي ونفسي لدى الشعبين الصيني والمصري. وجدير بالإشارة أيضًا أن اعتزاز وفخر الأمتين المصرية والصينية بهويتهما الحضارية التاريخية لم يمنع أي منهما من استيعاب مايراه من عناصر الثقافات الأخرى وفهمها في عملية تفاعل طبيعية لا تتعارض مع الأصالة ولا تضعفها. لذا، نجد أنه رغم كل التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، ودخول العديد من الهويات مثل الهوية الدينية والقومية والوطنية والعصبية، بالإضافة إلى وجود العديد من الأيدلوجيات والثقافات، مازال الشعب المصري يتمسك بهويته الرمزية الأصيلة. ورغم أن الشعب الصيني يتكون من 56 قومية أكبرها قومية "هان" ولكل قومية هويتها الخاصة بها، ولها ثقافتها وعقائدها الدينية، فإنه في النهاية تجمعهم هوية واحدة. وترجع قوة الدولتين وتماسك شعبيهما منذ آلاف السنين برغم التحديات التي تواجههما من حين لآخر، إلى تمسك كل منهما بهويته الأصلية.https://ar.wikipedia.org/wiki(1)https://ar.wikipedia.org/wiki

3- أهمية المكون العقدي والديني

ارتبطت الحضارتان المصرية والصينية بالمعتقدات الدينية التي سادت البلاد قبل نزول الأديان السماوية، فبالرغم من أن القدماء المصريين كانوا يعبدون آلهة عديدة، إلا أن دعوتهم إلى التوحيد الإلهي ظهرت على يد الملك إخناتون. كما أنهم أول من تصورا وابتدعوا عقيدة الحياة الأخروية، والتي يعكسها وجود العديد من المعابد الخاصة بآلهة الفراعنة([4]).

وكان من أهم خصائص ومظاهر العقائد المصرية القديمة التي أثرت على المكون الثقافي والاجتماعي:

- تعدد الآلهة، نظرًا لتعدد أقاليم مصر قبل توحيدها على يد الملك نارمر؛ فكان لكل إقليم إله خاص تُقدم له القرابين، وتُصنع له التماثيل، وتُقام له المعابد. وقد رحب ملوك مصر القديمة بتعدد الآلهة حتى لا تترك السلطة الدينية في قبضة كهنة إله واحد يمكنه منافسة الملوك في السلطة والثراء. ومن أمثال هذه الآلهة: رع، وحورس، وأوزوريس، وبتاح حتب ...إلخ.

- الاعتقاد في البعث والخلود؛ أي وجود حياة أخرى ينعم بها الميت بعد الموت. هذا الاعتقاد دفع بالمصريين القدماء إلى تحنيط الموتى ودفنهم في قبور حصينة في الصحراء، وتزويد القبور بكل ما يحتاج إليه الميت من طعام وشراب وأدوات يستعين بها بعد البعث.

- الاعتقاد في الثواب والعقاب بعد الموت، حيث يقف الميت أمام محكمة تتكون من 42 قاضيًا، يرأسهم الإله أوزوريس إله الموتى، ويقوم الميت بسرد أعماله الحسنة ويتبرأ من أعماله السيئة.

- السمو إلى التوحيد؛ حيث ظهرت فكرة وحدانية الآلهة عند "امنحتب الرابع" الذي نادى بعبادة إله واحد ويرمز له بقرص الشمس.

أما عن الديانة الصينية القديمة، وبالرغم من الاختلاف بين الجانبين في الهوية والجنس البشري، لكن تظل هناك العديد من مظاهرة التوافق بين الجانبين، مثال ذلك:

- تعدد العقائد الدينية، فالصينيون القدماء كانوا يعتقدون بتعدد الآلهة والعقائد. ويدل على ذلك وجود الديانة الكونفوشوسية، والديانة الطاوية التي أسسها " لاوتزو" والذي كان معاصرا لكونفوشيوس والتى كانت تقوم على مبدأ المذلة وعدم الاعتداد بالنفس، والكنوز الثلاثة (الرحمة، والبساطة، والتواضع). هذا بالإضافة إلى ديانة البوذية التي دخلت الصين بداية القرن الأول الميلادى. ودائمًا ماكان يتمثل الإله عند الصينيين في الكاهن الذي هو الإمبراطور أو الحاكم، وكانت درجته عند معظم الصينيين درجة إله، وهو الأمر ذاته في مصر القديمة حيث كان الفرعون هو الإله.  

ومرت الحضارة الصينية القديمة من حيث تطور الاعتقاد الدينى بثلاثة مراحل: المرحلة الأولى، هي الاعتقاد بالتوحيد، بينما طغت المادية على التوحيد في المرحلة الثانية، ثم سادت المادية مرة أخرى في المرحلة الثالثة.   

وكما كانت الشمس رمزًا للمعبود لدى المصريين، فإن السماء كانت رمزًا للإله الذي فوق السماء في الصين، حيث كان الإمبراطور هو إله السماء في الصين القديمة. وكان أعظم الآلهة لدى الصينيين في فترة من الفترات هو إله السماء.

وهكذا، يتضح أنه كان هناك توافق كبير بين الحضارتين المصرية والصينية القديمة، فيما يتعلق بالمعتقدات الدينية. وكان أبرز مظاهر هذا التوافق هو تقديس الحاكم، الفرعون لدى المصريين والإمبراطور لدى الصينيين، الذي كان يحتل درجة الإله.

وحتى مع دخول الإسلام مصر، إلا أن المتأمل يجد أن هناك بعض القيم المشتركة بين الدين الإسلامى وبعض العقائد الصينية مثل الطاوية؛ فبالرغم من أن الطاوية عقيدة غير سماوية إلا أنها تتفق مع فلسفة التصوف الإسلامى من حيث تصور كل منهما للإله. تقول الطاوية عن الطاو، الذي يعد "الإله" لديها، أنه "لا صوت، ولا صورة له فهو أبدي لا يفنى، ووجوده سابق غيره، وهو أصل الموجودات، وروحه تجري فيها. والطاو هو المطلق الكائن، وهو مراد الكون وليس منفصلًا عنه بل هو داخله جوهريًا"[5]. كما تؤمن الطاوية بوحدة الوجود، أى أن الخالق والمخلوق متحدان في شيء واحد لا يمكن فصلهما وإلا سيحدث الفناء. ولعل هذه النظرة إلى "الإله" هى الأقرب إلى مذهب الحلولية لدى بعض الصوفيين المسلمين الذين يرون أن الخالق لا يستطيع أن يعمل أو يتصف إلا بحلوله في الأشياء، فالوجود هو تخيل للطاو الذي يمثل التوازن والتعادل بين "اليان والين"، أى بين السالب والموجب، إذ إن وجود أحدهما ملزم لوجود الآخر. وسر وجود الطاوية هو التناغم بين المتناقضات، أى أن وحدة الوجود في الطاوية تدمج الإنسان بالعالم المطلق والذي يمثل حسب فلسفة الطاو صورة الإنسان المكتمل الفائق الإنسانية.[6] هذا الاعتقاد لدى الطاوية الذى يتميز بأنه يعالج علاقة الإنسان بالوجود والحياة، ولاسيما من خلال التناغم داخل الإنسان وخارجه وصولًا  إلى الانسجام الكلي، أي مرحلة الطاو هو ما يمثل الوصول إلى معرفة الله تعالى في بعض فلسفات التصوف الإسلامي[7].

وإذا نظرنا إلى العقائد الدينية الصينية الأخرى مثل الكونفوشيوسية سنجد أيضًا أن هناك عوامل مشتركة بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق ببعض القيم الأخلاقية. فكثير من القيم الأخلاقية النبيلة التي دعى إليها الإسلام نجدها حاضرة في الكونفوشوسية. من ذلك على سبيل المثال، مبدأ تقبل الآخر مهما كانت ديانته. وكما يقول "سانج جي"[8]: قد تشعر وأنت تسير في شوارع المدن الصينية بأنها خالية من الأجواء الدينية، وأنه لا يوجد بها عقائد دينية، مع أن الواقع هو أن الصين فيها خمسة أديان رئيسية الآن، هى: البوذية، والطاوية، والإسلام، والكاثولوكية، والمسيحية البروتستانتية، واليهودية. هذا بالإضافة إلى الأديان والعقائد الشعبية البدائية التي يعتنقها بعض الأقليات القومية. وتعد الطاوية العقيدة الوحيدة ذات المنشأ الصيني أما الأديان الأخرى، بما فيها البوذية، فهي وافدة. كما دخل الإسلام الصين في القرن السابع الميلادي، ثم الكاثولوكية في القرن الثالث عشر الميلادي[9]. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن أصحاب الديانات في الصين يمثلون حوالي 10% من إجمالي عدد سكان الصين الذي قارب على المليار ونصف المليار نسمة، يمثل المسلمون منهم حوالي 40 مليون نسمة حسب ما ذكره إبراهيم سونج[10]. أما باقي السكان فهم إما من أصحاب الديانت الشعبية أو من ليس لهم دين.

وبالرغم من أن الحزب الشيوعي الحاكم يدعو إلى اللاديانة، إلا أنه يؤمن ويتمسك بحرية الاعتقاد. ورغم تعدد الدينات والمعتقدات في الصين، لكن معظم الشعب الصيني متأثر بالثقافة الكونفوشوسية التي تهتم بالحياة الأخلاقية والسياسة الواقعية، بدلا من السعي إلى تحقيق السعادة الأخروية. لذلك نجد أن الثقافة الدينية لدى الشعب الصيني تركز في المجمل على المبادئ السلوكية والأخلاقية بصرف النظر عن الاعتقاد الديني[11].

وتجدر الإشارة أيضًا، واتساقًا مع تمسك الحزب الشيوعي بحرية الاعتقاد، فقد حرص الدستور الصيني والعديد من القرارات والوثائق الصادرة عن الحزب، على تأكيد حرية الاعتقاد، واحترام ثقافات وعادات وتقاليد أصحاب الديانات المختلفة، وبناء دور العبادة حسب كل ديانة، حيث توجد هيئة خاصة لكل ديانة تنظم شعائر أتباعها[12]. وفي هذا الإطار، يتمتع مسلمو الصين بالحرية الكافية لأداء شعائرهم، لكن للأسف لازالت هناك صورًا مغلوطة حول وضع المسلمين في الصين، الأمر الذي يتطلب التوسع في نشر المعرفة المتبادلة ليقف كل شعب على ثقافة الآخر، بشكل يضمن القضاء على حالات سوء الإدراك وسوء الفهم.

4- أهمية المكون الثقافي

بالإضافة إلى أوجه التشابه السابقة والمهمة بين الحضارتين المصرية والصينية، كان هناك عنصر تشابه آخر مهم تمثل في المساحة المهمة التي حظي بها المكون الثقافي في الحضارتين. ورغم مرور آلاف السنيين على الحضارتين إلا أن آثار هذا المكون المهم لازالت قائمة حتى الآن. ولازال الكثير، على سبيل المثال، من التراث الثقافي للحضارة المصرية القديمة محفوظ في دور الكتب المصرية التي تأسست منذ 25 قرنًا قبل الميلاد[13]، والتي احتوت على العديد من مخطوطات أوراق البردي والجلود، والتي حملت أسماء مختلفة مثل: عوتي، وعرت، وعرت ذامع، ومزات، ومزدة، وسش، ورع ش، وشغدو ...إلخ[14]. وقد عرف المصريون القدماء طرقًا متقدمة في حفظ هذه المخطوطات. وكانت دور الكتب القديمة تختلف عن دور الكتب الحديثة من حيث السعة، أو المحتويات، أو التنسيق، أو أعداد المترددين، فكانت عبارة عن "خزائن صغيرة للكتب" وكان بها كتبة ومفتشون ومدير إدارة، وتقع تحت رعاية القدسية ربة "سشات" مقدمة الكتب المقدسة وربة المخطوطات، والمعبود تحوتي والمعبود حور. وهذا يدل على أن دور الكتب هذه كانت مهتمة بالكتب الإلهية والمقدسة، بالإضافة إلى الكتب العلمية والعامة في الشئون الثقافية التي تحتوي على الفنون والآداب وغيرها. كما كانت هذه الدور تعد مقرًا للوثائق والأرشيف. ويتسم طابع دور الكتب الإلهية أو المقدسة "برمزات نثر" بتميزها عن دور الكتب العادية، كما تميز كتبة الدور المقدسة بهالة من القداسة والمكانة الكبيرة. وكانت مفتوحة للاطلاع والاستزادة، حيث كان المصريون القدماء شغوفين بالقراءة والاطلاع[15].

ومن ناحية أخرى، فقد حظيت الفنون والآداب بمساحة كبيرة من الاهتمام في مصر القديمة، فبالإضافة إلى تقدم المصريين القدماء في كثير من العلوم، وإلمام العامة بالثقافة العلمية المتنوعة، فقد برعوا كذلك في الفنون والآداب خاصة النحت، والتصوير، والرسم، والعمارة، والدراما، والموسيقى، وتأليف الأساطير والقصص التي دار معظمها حول الألوهية. كما لعبت العقائد الدينية السائدة في ذاك الوقت دورًا كبيرًا في الإنتاج الأدبي والفني. وبرعت الحضارة المصرية القديمة أيضًا في نشر ثقافة العادات والتقاليد السائدة. ولازالت آثار وبراهين تقدم المصريين القدماء في هذه المجالات كاشفة عن نفسها بقوة على جدران المعابد، والمقابر، والمخطوطات، والبرديات المحفوظة في دار الكتب والخزائن.

وكان أحد عوامل تقدم الحضارة المصرية القديمة في هذه المجالات حرص الحكام المصريين، أمثال تحتمس الثالث ورمسيس الثاني، وغيرهما، على تشجيع وإتاحة الفرصة لاستخدام الفنون في تشييد المباني والمعابد والمقابر ونحت التماثيل، بل وفي تشييد المنازل التي ظهرت بصورة فنية رائعة، مما أكد وجود رصيد ثقافي ضخم لدى تلك الحضارة، عكس نفسه في فن العمارة بشكل خاص، والذي عبر بشكل نادر عن حجم وعمق المكون الثقافي والفني، لازال باقيًا ومعبرًا عن نفسه حتى يومنا هذا رغم عوامل التعرية. وكان من أبرز سمات فنون العمارة المصرية القديمة أيضًا إيمان المصري بعقيدة الخلود بعد الموت، لذا اهتم ببناء المقابر والمعابد الجنائزية على مر العصور الفرعونية، مع استخدام الإمكانيات البيئية المتوفرة في البناء مثل الطوب اللبن، والحجر الجيري، والجرانيت[16].

وبالإضافة إلى الإيمان بعقيدة الخلود، فقد كان للموقع الجغرافي الفريد لمصر، وطبيعة الظروف المناخية والبيئة المحيطة، وطبيعة الموارد المتاحة تأثير كبير على الفنون المصرية. كان ذلك واضحًا في طبيعة الأدوات المستخدمة في تشييد العمارة والمبناني، وبما يتناسب مع الظروف البيئية والمناخية؛ خاصة من حيث غلبة التربة السوداء، لذا لم يكن غريبًا أن يطلق على مصر قديما "تامحوا"، أي "الأرض السوداء"، وهو رمز للون التربة وكثافة الزرع. أضف إلى ذلك غنى مصر بأحجارها الجيرية والرملية والألبستر والجرانيت. بمعنى آخر، استطاع المصري تكييف فنه، بحيث يتواءم مع طبيعة العوامل المناخية السائدة في البلاد. كما وظف هذه الأدوات والبيئة في حماية فنه من غزارة الأمطار في عصر ما قبل الأسرات، فاستخدم الأسقف المائلة التي نراها بحجرات الدفن الملكية بالأهرامات.

كما عبر الفن المصري عن الحياة الاجتماعية السائدة في المجتمع المصري آنذاك، والذي يتضح من خلال التعبير عن عادات وتقاليد وثقافة المجتمع المصري في حالات الترحال، والاستقرار، وطبيعة المهن المختلفة من صيد وزراعة وحرف يدوية مثل صناعة الزجاج والخزف والمعادن وصناعة المجوهرات والآثاث.

وبشكل عام، تشهد المتاحف المصرية على براعة المصريين في توظيف العادات والتقاليد، والظروف البيئية والمناخية في الفن السائد. كما كان للعوامل التاريخية والأوضاع السياسية التي عاشتها مصر القديمة آثارها على فنون العمارة؛ ففي عصر الدولة القديمة شهدت مصر استقرارًا سياسيًا، لذا قامت ببناء الأهرامات، وذلك على العكس من عصر الهكسوس، حيث شهدت البلاد ركودًا في جميع المجالات مما أثر سلبًا على فن العمارة.

ومن الفنون ذات الخصوصية والتي تميزت بها الثقافة المصرية القديمة فن النحت، على النحو الذي تكشف عنه بشكل شديد التعبير والوضوح متاحف الكرنك والأقصر التي أقامها تحتمس الأول والثالث، وتماثيل خوفو وخفرع اللذان صمما من حجر ديويت، وغيرهما الكثير مثل تمثالي شيخ البلد والكاتب واللذان يعدا من روائع الفنون المصرية والعالمية أيضًا. وتعبر فنون النحت المصرية عن الكثير من الأبعاد الميتافيزيقية لدى المصريين القدماء[17].

كما تميزت الفنون المصرية بفن الرسم والذي يتمثل في النقوش الموجودة على المعابد والتماثيل وفي الأهرامات سواء للملوك أو للحيوانات. واستخدمت في فنون الرسم العديد من الألوان والخطوط .وبرع المصريون أيضًا في الفنون الصغيرة، والتي استخدمت في تجميل المنازل من الداخل والخارج وفي صناعة القماش المزركس الذي زُينت به الجدران والوسائد الغنية بألوانها ورقتها. وقد أُستخدم هذا النوع من الفنون في صناعة السرر والجواهر والعطور. ومن المظاهر الثقافية لدى المصريين القدماء إتقانهم أيضًا لفن الموسيقى، حيث برعوا في استخدام الترانيم الموسيقية في صلواتهم على الموتى، كما عرفوا آلات النفخ والوتريات.

كذلك برع المصريون في فن صناعة الحلي والمجوهرات والأحجار الكريمة، ما يشير إلى حرص المرأة المصرية على التزين بالحلي المختلفة كالقلائد والأساور المصنوعة من الذهب والفضة[18].

وإذا كان المكون الثقافي قد استحوذ على هذه المكانة المهمة، وحقق هذا المستوى من التقدم في الحضارة المصرية القديمة، فإن هذا المكون لم يقل أهمية في حالة الحضارة الصينية، فضلًا عن أوجه الشبه العديدة بين الحضارتين، من ذلك اتفاقهما في العوامل المؤثرة في ثقافة كل منهما، مثال ذلك الروافد العقائدية والدينية السائدة لدى كل حضارة. فعلى الرغم من اختلاف العقائد، إلا أنها كانت المؤثر الحقيقي في التكوين الثقافي والاجتماعي والمتمثل في الإنتاج الأدبي والفني، بالإضافة إلى تشجيع الحكام والتنوع المناخي والبيئي المؤثر في كل حضارة.

ومن الفنون المهمة التي برع فيها الصينيون القدماء، بالإضافة إلى فنون العمارة، فن النحت مثل ما هو في الحضارة المصرية. وتشير بعض الدراسات إلى أن الفنانين الصينيين استفادوا من الفنون الآسيوية التي وفدت عليهم من الهند وغيرها. ومن أمثلة فنون النحت التي برع فيها الصينيون أدوات الزينة، والتماثيل مثل تماثيل مغارة الألف بوذا ومغارة الأسود .هذا بالإضافة إلى فنون التصوير، والخط، والشعر، والموسيقى التي تفوق فيها الصينيون القدماء منذ وقت مبكر. وقد استخدم المصور الصيني الخامات البيئية في فنون الكتابة والخطوط شأنه شأن الفنان المصري.

ومن أشهر أشكال التصوير التي اشتهر بها الفن الصيني في عهد أسرة "سونج عام 1270-960م" الصور الجدارية زائعة الصيت المرسومة على الحرير والورق. وقد عبر فن التصوير الصيني بلوحاته المشهورة عن الأفكار الإنسانية والثقافة الصينية الأصيلة الموجودة في الصور الجدارية الموجودة حتى الآن في المعابد، كما هو الحال في المعابد المصرية. ومن الفنون التي اشتهرت بها الثقافة والحضارة الصينية القديمة فنون الرسم " التنانين" التسعة لتشن رونج، والمعروفة بمشهد "هايدسكرول"، والتي تأثرت بثقافة الفلاسفة العظماء والشخصيات الدينية السائدة في ذاك العصر.

خاتمة

نخلص من هذه الدراسة أنه رغم الاختلافات القائمة بين الحضارتين من حيث البيئة الجغرافية والبشرية، إلا أنهما يشتركان معًا في الكثير من المظاهر الثقافية والحضارية، خاصة فيما يتعلق بالأسبقية التاريخية، والهوية الأصيلة. كما أن لديهم أكبر مكون عقدي، حيث اشتركا في بعض سمات المعتقدات الدينية من حيث تعدد الآلهة، والاعتقاد في البعث والخلود والثواب والعقاب. كما تميزت الحضارتان بوجود مكون ثقافي متعدد من حيث المصادر والمظاهر والخصائص الثقافية التي ميزت كلًا منهما.

ويظل السؤال المطروح حتى الآن: مادامت هناك هذه السمات الحضارية المشتركة، لماذا لا يتم توظيف هذه السمات الحضارية المشتركة في تعميق العلاقات السياسية والثقافية بين البلدين، على نحو يؤدي إلى تقوية وتعميق الأسس الثقافية والجتماعية للشراكة الاستراتيجية المستهدف بناؤها بين البلدين؟

الإجابة كما يرى الباحثان أن الأمر يحتاج إلى المزيد من إبراز كل الخصائص والمميزات والمظاهر الحضارية التي يتميز بها الشعبان، ونشرها على نطاق واسع بمختلف الوسائل المتاحة، وبيان نقاط التوافق للعمل على الاستفادة منها في بناء وتوسيع التعاون المشترك في مختلف المجالات العلمية والبحثية والاقتصادية والسياسية.

نأمل أن يكون نشر هذه الدراسة على موقع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أهم المراكز البحثية المهمة في العالم العربي والشرق الأوسط، بداية في هذا الاتجاه.


1][ هذه الدراسة هي جزء من منجزات مشروع بحثي من قبل وزارة التعليم العالي الصينية بعنوان "خصائص ثقافة الدول المطلة على الحزام والطريق وإمكانية التبادلات الإنسانية والثقافية معها". رقم المشروع 420108.

[2] راجع: هبة الطباع، "حضارة مصر القديمة." متاح على الرابط التالي:  

http://mawdoo3.com/حضارة_مصر_القديمة

 [3] عبد القادر الغنامي، "نبذة عن الحضارة الصينية"، جمعية الترجمة العربية وحوار الثقافات. راجع الرابط التالي:

http://www.atida.org/forums/showthread.php?t=1987

[4] نجوى مسلم، "الحياة الدينية في مصر الفرعونية"، موقع كنانة أون لاين، متاح على الرابط التالي:

http://kenanaonline.com/users/nagwamoslm/posts/436389

[5] لمزيد من التفاصيل راجع في ذلك: لاوتسه تشوانج تسه، كتاب التاو، ترجمة ودراسة هادي العلوي (بيروت: دار الكنوز الأدبية، 1995).   

[6] محمد عبد الله التيجانى، الفتح الرباني فيما يحتاج إليه المريد التيجاني (بيروت: المكتبة الثقافية، طبعة 1، د.ت) ص 7.

 [7] مريم على محمد التركي، الشيخ عبد الواحد يحي وتصوفه، رسالة ماجستير، كلية البنات جامعة عين شمس، 2017، ص 146.

 [8]سانج جى، الأديان في الصين، ترجمة تشينغ بوه رونغ  وآخرون (بكين: دار النشر الصينية عبر القارات، أكتوبر 2004)، ص 5.

[9] المرجع السابق، ص 6.

[10] حسين إسماعيل، "الحالة الدينية في الصين"، موقع الصين اليوم"، بدون تاريخ. متاح على الرابط التالي:

http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2007n/0704/p36.htm

[11] سانغ جي، الأديان في الصين، مرجع سابق، ص 8.

[12] دي تشي رونغ، دراسة حول سياسات الحزب الشيوعي الصيني والدولة تجاه عادات وتقاليد الأقليات القومية، بحث مقبول للنشر، ص ص 2-10.

[13]عبد الحليم نور الدين، مهاب درويش، العلوم والفكر العلمي في مصر القديمة، مكتبة الاسكندرية، صفحة مصريات، ص 75. متاح على الرابط التالي:

https://www.bibalex.org/archeology/attachments/ArcheologicalCulturalSeason/files/2011071111482829655.pdf

 [14]المرجع نفسه.  

 [15]المرجع نفسه. 

[16] المرجع نفسه.

[17] المرجع نفسه.

[18] المرجع نفسه.


رابط دائم: