استضاف مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية معالي السفير الدكتور نبيل فهمي، وزير خارجية مصر الأسبق، في لقاء فكري استراتيجي، بحضور مستشاري المركز وخبرائه وباحثيه.
وقد أدار اللقاء الدكتور/ أيمن السيد عبد الوهاب، مدير المركز، الذي تركز حول المتغيرات العالمية والإقليمية على أثر الحروب الإسرائيلية بعد طوفان الأقصى. وتطرق إلى التحديات العربية في عالم مضطرب وشرق أوسط يُعاد تشكيله.
أكد الدكتور فهمي أن الوضع العالمي لا يعكس النظام الدولي ولا حقيقة توزيع القوى فيه، في ظل النهج الخاص لإدارة ترامب، مضيفا أن الشرق الأوسط هو جزء من العالم، ولا يمكن أن يكون مستقرا في عالم مضطرب، خاصة أن المنطقة لم تعد بالأهمية نفسها للقوى الكبرى. كما أن النظام الدولي يفتقد إلى التوافق حول تعريف الصالح العام، وتفتقد مؤسساته إلى الفاعلية وعدم التوازن، وهو ما يبرز بوضوح في تجاهل قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفي عدم عدالة تمثيل القوى الدولية.
وأخذ على العالم العربي أنه اعتمد منذ نشأته أكثر من اللازم على الخارج في تحقيق الأمن القومي وسار في تحقيق أمنه في خيارات فردية وليس جماعية، على خلاف القوى الثلاث المجاورة له (إسرائيل وتركيا وإيران). وتطرق إلى مقولة إسرائيل الكبرى، التي اعتبر أن هدفها إطلاق يد القوة الإسرائيلية في أي مكان في الشرق الأوسط دون حساب وبغطاء أمريكي.
وحدد ثلاثة محاور لتحرك العالم العربي في مواجهة هذه الحالة المختلة، داعيا إلى: مواجهة التحديات، وتطوير القدرات، وتعزيز البناء. وبينما دعا إلى الاستفادة من التاريخ، فقد حذر من التوقف عنده.
على الجانب الوطني، دعا الوزير نبيل فهمي إلى تكريس التوجه الاستراتيجي المصري نحو العالم العربي؛ وسلط الضوء على نظريته التي تقول (30، 30، 30)، والتي يعني بها استناد مصر في سياستها الخارجية إلى 30% على قدراتها الذاتية، و 30% على علاقاتها بدول الإقليم، و 30 على علاقاتها مع العالم، أما نسبة الـ 10% المتبقية، فيضيفها بالتناوب إلى أي من الثلاثة السابقين بحسب تنامي إسهام قوة كل منها في القرار. وشدد على أن مصر لا يمكن أن تنعزل ولا يصح أن تنعزل، لكنه أكد على أن الاعتماد على طرف محدد أكثر من اللازم هو أمر خطير، لا ينبغي أن نقع فيه.
بشكل عام، دعا د. نبيل فهمي إلى ضرورة أن يكون العالم العربي ومصر هم أصحاب التكنولوجيا والتطوير في الذكاء الاصطناعي ومساهمين فيهم، وليس فقط مستخدمين لهم، منبها إلى ضرورة التركيز على تطوير العقل العربي أكثر من العضلات.