تطورت الجريمة بتطور نمط حياة الإنسان، ولقد بلغ هذا التطور أوجه بظهور المجتمعات بمفهومها المعاصر.
وفى ظل الحراك المعلوماتى والتطور التكنولوجى الهائل فى مجال تقنية المعلومات والاتصال واقتصاد المعرفة برزت الجرائم الرقمية بتنوعها وظهورها بأشكال مختلفة منها ما يتعلق بحقوق ومصالح عامة للمجتمع، وما يمثل انتهاك لحقوق وحريات الأفراد.
وبالتالى تشكل هذه الجرائم فى عصرنا الحالى تهديدًا خطيرًا يثير مخاوف الدول نتيجة ظهور تجاوزات تهدد مستقبل الأمن القومى والسيادة الوطنية.
تعد الجرائم الرقمية ظاهرة خطيرة تتم فى بيئة رقمية ويرتكبها أشخاص أذكياء، يمتلكون مهارات وقدرات تقنية عالية، وينجم عنها خسائر فادحة على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية والثقافية، والأمنية، تطال الفرد والمجتمع ككل.
وقد تنوعت أشكال الجريمة الرقمية من قرصنة على الإنترنت، وتهديدات وجرائم أخلاقية، وسرقة معلومات، وأموال، واستخدام الفيروسات ... وغيرها، وقد ساعد على انتشار هذا النوع من الجرائم أنها تحدث فى البيئة الرقمية ولا يمكن الوصول إلى مرتكبيها، بالإضافة إلى تجاوزها الحدود الجغرافية للدول. حيث أنها ظاهرة عالمية تتطلب تكثيف الجهود والآليات لدعم سياسة الأمن المعلوماتى، ونشر الوعى بمخاطر التقنيات المعلوماتية باعتبارها جرائم عابرة للحدود وآفة خطيرة تهدد أمن المجتمعات.
وقد تعددت آراء المفكرين والباحثين فى ضبط مفهوم الجرائم الرقمية نتيجة اختلاف القوانين والتشريعات الناتجة عن اختلاف المجتمعات وتركيباتها القانونية والثقافية، مما أدى إلى اختلاف الأطروحات من مجتمع لآخر.
وما زال الموضوع أحد المجالات المهمة التى تحتاج لمزيد من البحوث والدراسات نظرًا للتطور التكنولوجى من جهة وكذا تطور أشكال الجرائم الرقمية من جهة أخرى.