عقدت مجموعة العمل الوطنية لمكافحة مخططات تهجير الفلسطينيين يوم الأربعاء 26 إبريل 2025، مؤتمرًا استراتيجيًا، لمناقشة تداعيات مخططات تهجير الفلسطينيين وآليات التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية. وقد شهد المؤتمر حضور عدد من كبار المسؤولين والخبراء الاستراتيجيين الذين تناولوا سبل مواجهة هذه المخططات التي تُشكل تهديدًا جسيمًا ليس فقط للقضية الفلسطينية، بل للأمن القومي المصري واستقرار المنطقة بأسرها.
افتتح المؤتمر الدكتور بهجت قرني، أستاذ العلوم السياسية، الذي تولى إدارة فعاليات المؤتمر، مقدماً كلمة افتتاحية أكد فيها على أهمية التنسيق والتعاون بين مراكز الفكر المصرية لمواجهة القضايا الوطنية المصيرية. وأوضح أن قضية تهجير الفلسطينيين تُعد تهديدًا استراتيجيًا للأمن القومي المصري ولأمن المنطقة ككل، الأمر الذي يتطلب استجابة عاجلة وفعّالة من جميع الأطراف المعنية.
كما ألقى الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كلمة افتتاحية تناول فيها ضرورة تعزيز التنسيق بين مراكز الفكر المصرية لمواجهة التحديات الكبرى التي تهدد الأمن القومي. كما شدد الدكتور عبد الوهاب على أن قضية تهجير الفلسطينيين ليست مجرد قضية فلسطينية، بل هي قضية تمس الأمن القومي المصري والمنطقة بشكل عام. وأشار إلى أن هذه المخططات تمثل تهديدًا بالغ الخطورة على استقرار المنطقة، وضرورة تكاتف الجهود المصرية والعربية لمواجهتها. وأضاف أن مراكز الفكر المصرية يجب أن تلعب دورًا محوريًا في صياغة استراتيجيات فعالة للتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية. كذلك أكد الدكتور ايمن عبد الوهاب على أن مجموعة العمل الوطنية، التي تم تشكيلها لمواجهة هذه المخططات، تمثل خطوة استراتيجية هامة نحو توحيد الجهود بين مختلف المؤسسات المصرية لمواجهة الأزمات الإقليمية. وأشار إلى أن العمل الجماعي بين مراكز الفكر ينبغي أن يكون الأساس لتطوير استراتيجيات موحدة تتماشى مع المصالح الوطنية العليا للدولة المصرية، وتحديد المواقف السياسية اللازمة لمواكبة التحديات.
وقد أشار اللواء أحمد الشهابي رئيس المركز الوطني للدراسات في كلمته الترحيبية إلى أهمية استمرار مجموعة العمل الوطنية في التعاطي مع كافة الملفات التي تمس الدولة المصرية ومصالحها، معرباً عن استعداد المركز للاستمرار ضمن التحالف الثلاثي بعد انتهاء أزمة غزة.
وفي سياق مناقشة تداعيات المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين، عرض اللواء الدكتور أحمد فاروق، مستشار المركز الوطني للدراسات والمنسق العام للمجموعة، ورقة عمل تطرقت إلى الأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من خلال هذه المخططات، مشيرًا إلى الطابع الأيديولوجي والديني والمصالح الاقتصادية التي تقف وراء هذه السياسات.
من جانبه، أكد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، أن محاولات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية تُعد تهديدًا وجوديًا للسلام العالمي. واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تصلح لإجراء أي مفاوضات سلام، مشدداً على ضرورة تغيير الوضع الداخلي في إسرائيل كشرط أساسي لإنجاح أي جهود دبلوماسية. كما دعا الدكتور نبيل فهمي، وزير خارجية مصر الأسبق، إلى إحياء المبادرة العربية للسلام التي تم الإعلان عنها في بيروت عام 2002، مؤكدًا أن هذه المبادرة هي السبيل الأمثل لتوحيد المواقف العربية في مواجهة المخططات الإسرائيلية. وقد استعرض الحضور دور مصر الحيوي في القضية الفلسطينية، مع التأكيد على أن مصر تظل اللاعب الأهم في معادلة غزة، وأن حركة حماس ستظل جزءًا أساسيًا من المشهد الفلسطيني.
في ختام المؤتمر، ألقى اللواء نصر سالم، الرئيس الأسبق لجهاز الاستطلاع، البيان الختامي، حيث أكد على ضرورة تعزيز التنسيق بين كافة المؤسسات المصرية لمواجهة المخططات الإسرائيلية ودعم القضية الفلسطينية على جميع الأصعدة.
جدير بالذكر أن مجموعة العمل الوطنية لمكافحة مخططات تهجير الفلسطينيين هي تحالف من مراكز الفكر التي تضم مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمركز الوطني للدراسات وخبراء مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، وقد انطلقت أعمالها في فبراير 2025 بهدف التصدي لكافة المخططات التي تهدد القضية الفلسطينية، وتعزيز التنسيق بين مراكز الفكر والمؤسسات الحكومية لصياغة استراتيجيات فعالة ومتكاملة.