د. إيمان مرعى

خبير ورئيس تحرير دورية رؤى مصرية - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

 

تعاظم الاهتمام بقضايا التكنولوجيا الحيوية باعتبارها أحد أهم التطورات التكنولوجية فى العالم المعاصر جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي، وغيره من التطورات المصاحبة للثورة الصناعية الرابعة.

وقد أشارت بعض التقارير والمراجعات الأخيرة إلى إسهامات فاعلة لهذه التكنولوجيا فى التعامل مع الكثير من المشكلات العالمية المزمنة، وعلى الأخص مشكلات الزراعة والأمن الغذائي والصحة فى العالم، مع تحقيق مردودات اقتصادية فى الوقت ذاته.

ومع تطور أدوات التكنولوجيا الحيوية عالمياً تطور  حقل بحثى جديد من العلوم السياسية وعلم الأحياء يسمى بـ«السياسة الحيوية» Biopoliticsوامتد الرابط إلى تأثير التطور فى علم الجينوم على مفهوم الأمن القومى وأبعاده . وهو ما أدى إلى نمو الاقتصاد الحيوى القائم على استغلال الموارد الحيوية والتكنولوجيا الحيوية وأدواتها الصاعدة لتحقيق عوائد وميزات تنافسية للدول.

لم تكن مصر بعيدة عن المسارات العالمية المتلازمة  للتكنولوجيا الحيوية؛ وهو ما انعكس فى توجهات الدستور المصرى بأهمية دور البحث العلمى والتطوير التكنولوجي لدعم التنمية المستدامة . كما أكدت «الاستراتيجية القومية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2030» على أهمية تطبيقات التكنولوجيا الحيوية فى مجالات متعددة منها؛ التصحيح الجيني فى الطب، والصناعات الغذائية الآمنة المقاومة للأمراض والآفات، إنتاج التكنولوجيا الخضراء، الوقود الحيوى..، وغيرها. وعلى الرغم من الآفاق الواعدة  لتلك التكنولوجيات بيد أن هناك مخاطر جديدة تتطلب المزيد من الحوار والنقاش على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.

واتساقًا مع هذه الرؤية، ومن منظور مستقبلي يسعي العدد إلى إلقاء الضوء على ماهية التكنولوجيا الحيوية وتطبيقاتها، والاتجاهات والاستراتيجيات الراهنة والمستقبلية لدعم التنمية المستدامة، والكشف عن فرص مصر  نحو بناء وتطوير اقتصاد حيوى مستدام.