يحتفل العالم فى ال20 من نوفمبر كل عام ، باليوم العالمى للطفل، تزامناً مع ذكرى اعتماد الامم المتحدة لإعلان حقوق الطفل، والاتفاقية المرتبطة به.
وتعد قضية حماية الطفل من القضايا المجتمعية المهمة ؛ لما لها من آثار متعددة تنعكس على تقدم المجتمع ، فالأطفال هم مستقبل الأمة وعمادها ، لذا فإن الاهتمام بالطفولة وقضاياها قد شغل فكر الكثير من العلماء على اختلاف اهتماماتهم ، باعتبار هذه الفترة التى يتم فيها إكساب الطفل مجموعة القيم، والمعايير، والاتجاهات ، والعادات ، والتقاليد الخاصة بالمجتمع من حوله،
بالإضافة إلى كونها المرحلة العمرية التى تتشكل فيها الخصائص النفسية والاجتماعية والعقلية للطفل.
وترتبط مرحلة الطفولة بمتطلبات اجتماعية واقتصادية وصحية وثقافية يتحقق من خلالها المناخ الملائم لرعاية الأطفال. وتتفاعل مجموعة من العوامل فى التأثير على هذه المرحلة وفى إعدادها ؛ منها الأسرة التى تشكل أساس التنشئة الاجتماعية، فضلا عن المدرسة وما تحققه من دور فى اكتساب الطفل المهارات والخبرات التى تساعده فى التكيف للمراحل اللاحقة، بيد أن ثمة تأثيرات قوية على الأطفال جراء التحول فى هيكل الأسرة، وانتشار التقنيات الرقمية …وغيرها.
ومن ثم هناك ضرورة إلى إرساء وتقوية منظومة حماية الأطفال؛ لأن حمايتهم قضية حقوقية وتنموية على حد سواء لا يمكن التغاضي عنها.
وتسعى الدولة جاهدة لحماية الأطفال وحقوقهم من خلال التشريعات والقوانين بيد أن سياسات وتدابير الحماية تعالج الآثار التى يتعرض لها الأطفال دون السعى إلى وجود تدابير وقائية، كما تتسم هذه السياسات بالمعالجات الجزئية لبعض الظواهر مثل : عمل الأطفال، والعنف ضد الأطفال، وأطفال الشوارع ، وذلك دون وضع سياسات شاملة متكاملة فى كافة القطاعات المعنية بالطفولة . مما يتطلب مضاعفة الجهود المبذولة لأجل حماية الأطفال والتعامل مع المستجدات حيث يعد النماء الصحى للأطفال أمراً حاسماً للرفاه لأى مجتمع فى المستقبل .