يشهد عالمنا المعاصر تحولات كبيرة فى تكنولوجيا الاتصال، تؤثر فى أنماط التفكير وتشكيل الرأى العام وتحديد مساراته وميوله فى المجتمعات المختلفة، مما أدى إلى ظهور العديد من الآراء والاتجاهات والأفكار الجديدة حول مختلف القضايا الراهنة التى قد تكون محل توافق أو تعارض بين الأفراد، وهذا ما يسمى بتشكيل «الرأى العام».
وعلى الرغم من أن مصطلح «الرأى العام» ظهر حديثًا مع قيام الثورة الفرنسية فإنه لا يزال من المصطلحات التى يصعب تحديدها تحديدًا دقيقًا، وذلك لارتباطه بالأفراد والجماعات والمجتمع وقضاياه المختلفة.
يتم تشكيل الرأى العام ، نتيجة تفاعل عوامل كثيرة منها؛ العادات والتقاليد، والتعليم، والثقافة، والعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، كما يؤدى قادة الرأى دوراً كبيراً فى تشكيل الوعى بالقضايا والأزمات كل حسب درجة معرفته ومكانته الفكرية.
وقد استحوذ مفهوم «الرأى العام»على اهتمام الحكومات والمؤسسات والباحثين وصار علمًا له نظرياته، وفلسفته، وتقنياته المختلفة، ورسمت له أساليب وطرق متعددة لقياسه، واستطلاع اتجاهاته وتوظيفه من قبل النظم السياسية المختلفة بما يتوافق مع اتجاهات الجمهور.
ومع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي أصبح لها دور كبير فى توجيه الرأى العام وقت الأزمات لتعدد مصادر المعلومات بها وسرعتها، ومن ثم فهى بمثابة سياق جديد له علاقة بالرأي العام من حيث صناعته وإدارته وقياسه.
وبالتالى فإن الرأى العام يؤدى إلى خلق حالة من التفاعل الطبيعى بين صانع القرار، والبيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع حول قضايا مختلفة لها صلة بالصالح العام، مما يتطلب صياغة استراتيجية مرنة للتعامل مع الرأى العام فى وقت الأزمات، بما يتناسب وتكوين رأى عام يتوافق ومستجدات العصر.