د. إيمان مرعى

خبير ورئيس تحرير دورية رؤى مصرية - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

 

أصبح مصطلح «المنصة» من المصطلحات الأكثر رواجًا فى السنوات العشرة الماضيـة وبلغ المصطلح أوج انتشاره خلال جائحة كوفيد - 19 عام 2020؛ حينما لجأت مختلف الدول بقطاعاتها ومؤسساتها إلى تنفيذ أعمالها وتقديم خدماتها عن بعد باستخدام المنصات الرقمية.

وإزاء هذا الانتشار الواسع، بدأت أهمية المنصات الرقمية تتزايد وأصبح من البديهى ظهور مئات المنصات التى تقدم خدماتها للمستفيدين على نطاق واسع؛ فهناك منصات رقمية للتعليم، ومنصات للصحة، ومنصات لتقديم خدمات النقل أو بيع المنتجات... وغيرها. 

وفى ظل التغيرات الكبيرة التى طرأت على المشهد العالمى، والذى بات يعتمد بشكل كبير على المرونة والسرعة وكفاءة الأداء، فإن المنصات الرقمية أحدثت ثورة فى نماذج أنشطة الأعمال التقليدية.

إن المغزى الأساسى فى عمل المنصات الرقمية هو دورها فى تعزيز التعاون بين المستخدمين النهائيين والمنتجين ومزودى الخدمات للتعامل مع بعضهم، بحيث تتيح هذه الأنشطة للمستخدمين مشاركة معلومات مختلفة متنوعة تعتمد على طبيعة المنصة والخدمات التى تقدمها للمستخدم. إذ تطور المفهوم الأساسى للمنصة من تراسل بين طرفين فقط، إلى محتوى رقمى، وإعلانات وظائف، ومجموعات أعمال، ومحافظ إلكترونية ومتاجر رقمية، ووظائف أخرى كثيرة.

ومع استمرار انتشار المنصات الرقمية واستخدامها فى مختلف جوانب الحياة، أصبح هناك حاجة للعديد من هذه المنصات، بيد أنها تحتاج إلى شبكات كبيرة وقواعد قوية واستثمارات مرتفعة، كما تواجه المنصات عقبات تنظيمية وقانونيـــة بسبب طبيعتهـــا المعتمـــدة على البيانات.

يعد بناء الثقة بين المستخدمين وضمان أمن البيانات أمرًا بالغ الأهمية، خاصة فى العصر الرقمى، حيث تنتشر التهديدات السيبرانية على نطاق واسع.