شيماء منير

خبيرة متخصصة فى الصراع العربى الإسرائيلى ومدير تحرير دورية الملف المصرى - مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

 

على الرغم من دخول الحرب في غزة، بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها الفصائل الفلسطينية في غزة فجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023، يومها الثامن، فإن إسرائيل لم تستطع بعد استعادة الردع، خاصة مع احتفاظ الفصائل بقيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بقدرتها على الهجوم على نحو مباغت على أهداف في العمق الإسرائيلي، وكذلك، التعامل بندية مع إسرائيل من حيث توجيه رسائل تهديد عالية المصداقية. لذلك فإن ما يثير التساؤل أكثر من دلالات توقيت المعركة التي جاءت تزامنًا مع مرور 50 عاماً على نصر أكتوبر 73، وما يشكله ذلك من تسجيل نقطة سوداء أخرى في تاريخ إسرائيل، هو الأداء العملياتي المتطور للمقاومة، والذي وُصف بأنه "نوعي، واستراتيجي، وغير مسبوق"، بالإضافة إلى جهوزية المقاومة عسكريًا، وما أدخلته من تكتيكات مستجدة في إدارة المعركة. وما هي الخطط والبدائل لدى المقاومة لمواجهة الحرب التي أعلنتها إسرائيل - أُطلق عليها "السيوف الحديدية"، ودفعت نحو تشكيل حكومة طوارئ – والتي باتت الحرب الإعلامية وتجييش الرأي العام العالمي ضد غزة إحدى أدواتها من خلال طرح الأكاذيب التي تسعى لتشويه صورة المقاومة، بل وأهالي القطاع، لتبرير القتل الجماعي.

وعلى صعيد آخر، ما هي البدائل أمام المقاومة في حال تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياح قطاع غزة بريًا لاجتثاث حماس، في ظل الحصار الشامل المفروض على القطاع، والضوء الأخضر الممنوح لإسرائيل من جانب واشنطن والعديد من الدول الغربية، وكذلك رسائل الردع الأمريكية للأطراف الإقليمية لعدم التدخل لدعم المقاومة. وهل لدى إسرائيل استراتيجية بديلة عن وجود حماس كحاكم للقطاع؟، وأخيرًا ما هي أبرز المكتسبات السياسية المتوقعة من تلك المعركة، وأبرز تداعياتها الاستراتيجية على القضية الفلسطينية.

دوافع الطوفان

رغم ما تشكله تلك المعركة من مباغتة لإسرائيل من حيث كونها تشكل أكبر ضربة موجهة لها في تاريخها، إلا إن ثمة مقدمات كانت تنذر باشتعال الأوضاع، وذلك وفقًا لعدد من المحفزات: أولها، انسداد الأفق أمام حل الدولتين؛ فبعد مرور 30 عاماً على أوسلو تبين أنها لم تخدم إلا المشروع الإسرائيلي الاحتلالي الاستيطاني، والذي تم تعزيزه من خلال الشروع في تنفيذ "مشروع الضم" الزاحف في الضفة الغربية، والذي تبناه سموتريتش القائم على الضم والتهجير مع استكمال تهويد القدس، والتمهيد لمحو المقدسات الوطنية خاصة المسجد الأقصى لصالح ما يسمى "الهيكل الثالث"، مع تصاعد وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى في إطار الحرب الدينية التي شنتها تلك الحكومة المتطرفة. وفي هذا الشأن، أشار تقرير صدر عن محافظة القدس إلى أن عدد المقتحمين منذ مطلع العام 2023 تجاوز الأربعين ألفًا.

ثانيها، أولوية التطبيع عن تسوية القضية الفلسطينية؛ حيث أعطت إدارة بايدن الأولوية بتعزيز علاقات التطبيع العربي الإسرائيلي، مع الاقتصار على التعاطي مع القضية من منظور إنساني تحت مسمى السلام الاقتصادي[1] في مقابل تركيز الإدارة على إزالة العراقيل أمام التطبيع السعودي – الإسرائيلي، حيث كانت الإدارة الأمريكية تعد قبل المعركة زيارة لوزير خارجيتها أنتوني بلينكن لكل من الرياض وتل أبيب لاستكمال مفاوضات التطبيع بينهما.

ثالثها، توجه حكومة نتنياهو نحو حسم الصراع وتنفيذ سياسة الاغتيال لقيادات في المقاومة، والتضييق على الأسرى. فضلًا عن اقتحام المدن الفلسطينية في الضفة كما حدث في أريحا ونابلس وجنين. إلى جانب التضيق على الفلسطينيين في الداخل المحتل (فلسطينيي 48)، ودعم وتشجيع إرهاب المستوطنين في حَوّارة ومدن أخرى. وبحسب تقرير مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، فقد استشهد من بداية عام 2023 وحتى شهر أغسطس 172 فلسطينيًا، وأصيب 7,372 فلسطينيًا بجراح، كما تم هدم 780 منزلًا في الضفة[2].

كما أشارت أوتشا إلى معدل اعتداءات شهرية للمستوطنين يصل إلى نحو 100 اعتداء شهريًا ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بحماية الاحتلال منذ بداية هذه السنة، بزيادة 39% عن المعدل الشهري لسنة 2022. وفي الأشهر السبعة الأولى قتلت القوات الإسرائيلية 40 طفلًا فلسطينيًا في أجواء إرهابية متصاعدة. ومن ثم يمكن استنتاج وجود تشابه بين مسببات طوفان الأقصى إلى حد كبير مع معركة سيف القدس في عام 2021 من حيث مركزية المسجد الأقصى والقدس. 

قدرات حماس القتالية وتغيير قواعد الاشتباك

لم تكن المقاومة بمقدرتها أن تتحدى إسرائيل بشن معركة طوفان الأقصى إلا بعد أن تطورت قدراتها العسكرية وأداءها العملياتي؛ لذلك حرصت مع كل جولة صراع تخوضها مع إسرائيل على تحديث ترسانتها من الأسلحة والصواريخ. ومن بين ترسانتها الصاروخية "قسام 1" والذي لم يتجاوز مداه 3 كيلومترات فقط، وصاروخ "إم 75" الذي وصل مداه إلى 80 كيلومترًا، وصاروخ S55، والذي يبلغ مداه 55 كيلومترًا، وصاروخ "آر 160". هذا فضلًا عن صاروخ J80 (جعبري80)، بالإضافة إلى صاروخ "إم-302 دي". ومن أبرز التطورات التي أدخلتها "سرايا القدس"، صاروخ "بدر 3"، وبلغ مداه أكثر من 160 كم. فضلًا عن صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات، وهي ذات قدرة تدميرية للآليات المدرعة بما فيها دبابة "الميركافا"، والتي تعتمد عليها إسرائيل في هجماتها البرية. بالإضافة إلى "عياش 250"، والذي يبلغ مداه أكبر من 250 كيلومترًا، ويمتلك قدرة تدميرية تعد الأكبر في الترسانة الصاروخية للمقاومة. وصواريخ "إيه 120" والتي تحمل رؤوسًا متفجرة، وذات قدرة تدميرية عالية، وصاروخ "SH85"، الذي يبلغ مداه 85 كيلو مترًا، واستُخدِم لأول مرة في مايو 2021[3]. كما تمتلك القسام الطائرات المسيرة عن بعد "درونز"، وهى؛ (أبابيل)، و(شهاب)، و(الزوارى). وقد أعلنت كتائب القسّام، دخول نحو 35 مسيرة من طراز "الزواري" الخدمة خلال معركة طوفان الأقصى، وشاركت في التمهيد الناري لعبور عناصر القسّام إلى مستوطنات غلاف غزة. وكان أوّل ظهور قتالي لها في 19 مايو عام 2021، خلال معركة "سيف القدس"[4]. كما تمتلك القسام الغواصة المسيّرة التي تعمل بنظام تحديد المواقع GPS [5].

وفي معركة طوفان الأقصى، أدخلت حماس صاروخ "رجوم"، للمرة الأولى وهو قصير المدى من عيار 114 ملم، وتكمن أهميته في أن الراجمة التي تطلق هذا الصاروخ تحتوي على 15 فوهة؛ أي إنها يمكنها إطلاق 15 صاروخًا بشكل متتالٍ. كذلك، صواريخ محلية الصنع من منظومة الدفاع الجوي، طراز "متبر1"، وهي مصممة لاستهداف المسيرات أو الهليكوبتر القتالية[6]. وبالنسبة لتطوير تكتيكات القتال؛ فهناك حالة من توازن الرعب استطاعت الفصائل إحداثها، مع تعدد وتنوع بنك الأهداف، وتوسيع المسرح العملياتي لصواريخها، التي شملت تل أبيب، والقدس، والأهم حيفا التي تبعد عن غزة بنحو 150 كيلو متر، وتم استهدافها بصاروخ "آر 160". كما  كشف أداء المقاومة في ميدان المعركة عن فشل استخباراتي إسرائيلي كبير حينما تمكن مقاتلو القسام من تخطي أنظمة الإنذار الإلكترونية الحدودية، والعدد الكبير من كاميرات وأجهزة الاستشعار، وقاموا بعمل أكثر من 10 فتحات عبر الجدار الذي انتهي الجيش الإسرائيلي من بناءه بطول 65 كيلو متر حول قطاع غزة، في نهاية عام 2021[7].

وعلى المستوى الاستراتيجي، حافظت المعركة على ربط القدس بغزة، ذلك التغيير في قواعد الاشتباك الذي حققته المقاومة في سيف القدس عام 2021 وحرصت على تثبيته، على النحو الذي أفشل استراتيجية شارون الانقسامية (بين غزة والضفة) حينما أعلنت المقاومة أن من بين الدوافع الرئيسية للمعركة منع الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى. أضف إلى ذلك، فإن المقاومة حرصت على ترسيخ قواعد اشتباك جديدة من خلال عدم الاكتفاء بشن طلعات جوية وصاروخية وضربات مكثفة على مدن إسرائيلية مثلما حدث في 2021، بل الجديد هو نقل المعركة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية المحتلة عام 48، في مستوطنات غلاف غزة.

كما حرص المقاومون على أسر العديد من الرهائن الذين بلغوا حسب التقديرات الإسرائيلية 150 أسيرًا إسرائيليًا بينهم مستوطنون وجنود، بالإضافة إلى تصوير الهجوم بكاميرات متقدمة، وبثها إعلاميًا، كإحدى أدوات الحرب النفسية ضد إسرائيل. وقد ساعدها في ذلك سلاح المظلات "التركترون الطائر بالبراشوت"، والذي يعد من ضمن المعدات الجديدة التي استخدمها مقاتلو القسام للمرة الأولى في صباح 7 أكتوبر2023، ومكّنهم من الوصول إلى مستوطنات غلاف غزة، وتحطيم الجدار[8] وذلك تزامنًا مع ضربات جوية للتمويه على تنفيذ عمليات التسلل والاقتحام. الشكل رقم (1) يوضح منطقة الاشتباكات في غلاف غزة.

ومن بين التكتيكات الأخرى التي اتبعتها حماس إرباك القبة الحديدة، من خلال إطلاق عدد ضخم من الصواريخ على نحو متزامن يفوق قدرة منظومة القبة الحديدية على الصد، وقد تسبب ذلك في إحداث ما يُسمى بـ"التشبّع" حينما أطلقت المقاومة 5000 صاروخ في الـ 24 ساعة الأولى من الهجوم، في حين كان الرشقة الواحدة بين 100 إلى 150 صاروخًا.[9]

وفيما يخص عنصر المفاجأة، فقد نجح تكتيك الخداع الاستراتيجي في مباغتة إسرائيل بالهجوم، وعدم توقعه. ويعود نجاح المقاومة في تحقيق ذلك إلى عاملين: أولهما، يعود إلى قدرات المقاومة والمناورة بالعدو وخداعه، من خلال تصدير مشهد أن إسرائيل نجحت في احتواء حماس، وأن يحيى السنوار حريص على استمرار التهدئة، وأن تنفيس الغضب داخل القطاع والضغط على إسرائيل لن يتجاوز حدود التصعيد المحدود، وحوادث احتكاك في عدة مواقع على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة مع السماح باستئناف مسيرات العودة، وذلك في 30 أغسطس 2023 مع تركيز المطالبات على زيادة عدد تصاريح العمال في الداخل الإسرائيلي واستمرار المنحة القطرية وتوسيع مساحة الصيد مقابل شواطئ القطاع.

وعلى صعيد العلاقة بين حماس والجهاد، فقد كانت هناك تفاهمات غير معلنة بين الحركتين بتجنب الوقوع في فخ استدراج القطاع إلى حرب استنزاف تفرض إسرائيل توقيته وفقًا لتكتيك (جز العشب)[10]، مع اتباع تكتيك الخداع الاستراتيجي لإسرائيل، بأن حماس في قمة مراحل ردعها، وأنها ليست معنية بالتصعيد مع السماح للجهاد بأن تخوض جولات تصعيد مع إسرائيل بمفردها؛ ردًا على اغتيال بعض قادتها.

ثانيهما، حدوث قصور في التقديرات الإسرائيلية منبعه الغطرسة الإسرائيلية بأن لديها جيش لا يهزم، واستبعاد المؤشرات التي كانت ترى احتمال تفجر الأوضاع؛ ردًا على سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة. فكانت هناك تحذيرات من جانب حماس نقلها الوسطاء في التهدئة محذرين إسرائيل بأن سياسات تصعيد اليمين المتطرف ضد الأقصى والقدس والأسرى ستؤدي حتمًا إلى انفجار الأوضاع. بالإضافة إلى تصريحات واضحة من بينها تصريح مسئول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في حركة حماس، زاهر جبّارين، الذي أكد للميادين نت، في 5 سبتمبر2023 على أنّ "معركتنا المقبلة مع الاحتلال عنوانها الأسرى"[11].

ومع ذلك، فإن إسرائيل استبعدت أن تكون غزة جبهة انطلاق الحرب، خاصة مع إيحاء الجهاد وحماس من خلال تصعيد الكتائب المواجهات في الضفة، بأنها ستكون ساحة المواجهة القادمة، لاسيما مع ازدياد ظهور المجموعات المسلحة في العام 2023. وعلى صعيد الفعل الميداني، فقد تجاهلت إسرائيل أيضًا الرسائل التي حملتها مناورات حماس التي أجرتها، واعتبرتها إسرائيل مجرد استعراض للقوة من أجل رفع الحالة المعنوية لأهالي القطاع، وتثبيت الثقة في جهوزية الفصائل دون أن يتم ترجمة ذلك بأنه يشير إلى الاستعداد لخوض معركة جديدة.

وقد حملت "مناورة الركن الشديد 4" -وهي مناورة سنوية مشتركة تُجريها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ عام 2020، وتشارك فيها مختلف الفصائل- رسائل مهمة من حيث إجراءها صباح اليوم الثلاثاء 12 سبتمبر وذلك قبل موعدها بنحو ثلاثة أشهر، والتي كانت مقررة في الشهر الأخير من كل عام. كما كانت بمثابة تحذير صارم لإسرائيل من تنفيذ أي تهديد بحق المسجد الأقصى أو الأسرى، والأهم أنها تضمنت محاكاة سيناريو اقتحام مدن داخل إسرائيل من خلال بناء حماس لمستوطنة إسرائيلية وهمية في غزة، والتدريب على اقتحامها، وعلى الإنزال العسكري.

خيار اجتياح قطاع غزة بريًا وجدلية ما بعد حماس

رغم فعالية تكتيكات المقاومة حتى وقتنا الراهن، إلا أن استباحة القطاع من جانب إسرائيل وتكثيف الضربات الجوية والسقوط غير المسبوق في عدد الشهداء والجرحي خلال الأسبوع الأول، مع إحكام الحصار وقطع الكهرباء والماء ومنع الغذاء والأدوية تحت مرأى ومسمع العالم، شكل ذلك عامل ضغط على حماس، مما دفعها لتوظيف ورقة الأسرى الإسرائيليين من أجل إنذار إسرائيل بعدم الهجوم العشوائي على المدنيين حتى لا يتعرضون للخطر، إلا إن إسرائيل لم تستجب لتلك التحذيرات، مما أدى إلى مقتل 4 منهم في إحدى الغارات الإسرائيلية. ثم لجأت حماس إلى تكتيك آخر، منجل أ أجل ردع إسرائيل عن استهداف المدنيين من خلال التهديد بالتهجير مقابل التهجير، ومنح مدة زمنية لإخلاء المدينة المستهدفة بالقصف، ثم تنفيذ التهديد، مثلما حدث في عسقلان.

ويعود إصرار إسرائيل على تكثيف الضربات الجوية وسقوط أكبر عدد من المدنيين  إلى الرغبة في تنفيذ تعهدات نتنياهو حينما أعلن أن الهدف من إعلان الحرب هو استئصال حماس وتدميرها بشكل كلي، ومن ثم يريد تحقيق ذلك الهدف من خلال فك الارتباط بين حماس، وأهالى عزة، كتكتيك لإضعافها ومطالبة الجماهير بوقف الحرب لعدم جدواها، وذلك كجزء من الحرب النفسية ضد المقاومة، وتطبيق سياسة الأرض المحروقة، خاصة وأن البديل الآخر الخاص لاستئصال واجتثاث حماس من القطاع يتمثل في تنفيذ خيار اجتياح القطاع بريًا للقضاء على حماس؛ ذلك الخيار الذي تحكمه حسابات مختلفة بالنسبة لكل من المقاومة وإسرائيل. فعلى صعيد المقاومة في غزة، فإن خيار وحدة الساحات بات مطروحًا، كإحدى أدوات الردع لإسرائيل؛ حيث إن فتح جبهة قتالية ثانية مع حزب الله في الشمال ضد إسرائيل، بالتوازي مع الحرب في الجنوب مع حماس، سيخلق تحديات إضافية لإسرائيل، خاصة وأن الحزب يملك ترسانة عسكرية ضخمة، وأكثر تطورًا من تلك التي في حوزة حماس. أضف إلى ذلك الجبهة السورية، فعلى الرغم من نجاح إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية في تعزيز ردعها، إلا أن الوجود الإيراني وتغلغله هناك مازالت تعتبره إسرائيل مصدر تهديد لأمنها. وفيما يخص حدود تفعيل خيار وحدة الساحات كأحد تكتيكات ردع إسرائيل عن اجتياح القطاع ميدانيًا، فإنه سيظل رهن تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياج القطاع. فعلى الرغم من تسخين الجبهة اللبنانية ومقتل عناصر من حزب الله في قصف إسرائيلي لجنوب لبنان، في إطار التصعيد المتبادل بين الجانبين، إلا أنه يظل تصعيدًا محدودًا.

وفيما يخص الموقف الإسرائيلي وحدود قدرته على القتال في ساحات مختلفة في ذات الوقت، فعلى الرغم من المناورات والجهوزية التي سبقت وأجرتها بشأن ذلك الخيار، إثر سيف القدس 2021، إلا إن تفعيله في الوقت الراهن الذي مازالت إسرائيل تسعى فيه لاسترداد حالة الردع مع حماس، يجعله خيارًا مرتفع المخاطر. ومن ثم فإنه يُعد عاملًا رادعًا لقرار اجتياح إسرائيل القطاع؛ نظرًا لارتفاع نسب مخاطره وذلك على مستويين: أولهما، عسكري، حيث تمتلك الفصائل صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات، وهي ذات قدرة تدميرية للآليات المدرعة بما فيها دبابة "الميركافا"، والتي تعتمد عليها إسرائيل في هجماتها البرية. كما سبق وأخفق الجيش الإسرائيلي في التوغل البري في غزة في حرب الجرف الصامت عام 2014. بالإضافة إلى أن وجود متسللين داخل منطقة غلاف غزة، سوف يرفع من كلفة تقدم القوات الإسرائيلية نحو القطاع بريًا.

ثانيهما، بشري؛ حيث يمكن أن تتسبب تلك العملية في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، خاصة وأنها يمكن أن تمتد زمنيًا في حال صمود المقاومين، وما قد يتبعها من حرب شوارع، خاصة مع أهمية أنفاق غزة، والتي تُسمى بـ"مترو حماس" أو مترو غزة – وهي عبارة عن شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة، وتوصف بأنها مدينة كاملة تحت أرض القطاع، وهي معدة لحماية أنشطة المقاومة من الطيران الإسرائيلي- والتي يمكن أن تُستخدم من قبل المقاومين لشن هجمات مباغتة على القوات الإسرائيلية في حال غزو القطاع.

ومن ثم تشير تلك المخاطر إلى أن الرأي العام الإسرائيلي الذي اصطدم بالأعداد غير المسبوقة من القتلى والمصابين، والتي بلغت 1,300 قتيل، وأكثر من 3 آلاف إسرائيلي لن يكون على استعداد لتقبل وقوع المزيد من الخسائر البشرية في صفوفه. لذلك يُفترض مع الوقت أن تخفت نبرة الانتقام لدى الإسرائيلين واستبدالها بمحاسبة المتسببين من الحكومة الإسرائيلية عن ذلك القصور الأمني. لذلك من غير المستبعد أن تصبح ورقة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس عاملًا رادعًا لقرار اجتياح القطاع؛ خشية على أرواح الأسرى؛ حيث تشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود حوالي 150 أسيرًا إسرائيليًا في القطاع من بينهم جنود وضباط.

وعلى صعيد خيار وحدة الساحات، فإنه لا يمكن تجاهل وجود عائق مهم أمام دعم جبهة الشمال لغزة، متمثلًا في الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل وردعه لتدخل الأطراف الإقليمية لدعم المقاومة، وفي تلك الحالة يشكل التدخل الأمريكي عاملاً محتملًا لإشعال المنطقة. لذلك فإن البديل عن جبهة الشمال في حالة الرضوخ للتهديد الأمريكي، يتمثل في وحدة الساحات الفلسطينية، والذي يمكن أن يشكل عاملًا رادعًا وذي فعالية، حينما تشتعل المقاومة على كامل التراب الفلسطيني مثلما حدث في سيف القدس 2021؛ حيث إن فتح جبهة الضفة والداخل المحتل مع غزة سوف يساهم في استنزاف الجبهة الداخلية لإسرائيل، ذلك الأمر الذي باتت تحذر منه مؤخرًا التحليلات في الصحف الإسرائيلية، والإعلام الإسرائيلي من مخاطر فتح جبهة الضفة الغربية، وإشعال حرب أهلية مع فلسطينيي 48، ذلك التحدي الذي تراه إسرائيل بحاجة إلى تعزيزات أمنية مكثفة من أجل تحقيق الأمن، خاصة مع تراكم خبرات الكتائب المدعومة من الجهاد وحماس من حيث التدريب ومحاكاة الاشتباك، بالإضافة إلى إدخال عبوة "تامر" إلى الخدمة التي أدت إلى تفجير ناقلة الجند الإسرائيلية "نمر"، في معركة بأس جنين يوم 19 يوليو 2023 كما صنعت صاروخ قسام 1، الذي أعلنت عنه كتيبة العياش التابعة لكتائب القسام وتكرر إطلاقه على مستوطنة "شاكيد" قرب جنين. بالإضافة إلى وجود دعوات من قبل عريان الأسود من أجل الخروج بتوقيت واحد، لجميع مناطق الضفة الغربية، في عمل عسكري مسلح يستهدف إسرائيل[12].

أضف إلى ما سبق، هناك سؤال كان ومازال مطروحًا بشأن ما هو البديل عن حماس في حكم غزة؟، تلك الجدلية التي طالما يتم طرحها داخل إسرائيل بعد كل عدوان على غزة حتى صار الخيار الملائم  بالنسبة لإسرائيل، هو احتواء حماس وبقاءها على رأس الحكم، لأن القضاء عليها أو طردها من غزة سيؤديان إلى احتمالين، إما نقل الحكم إلى رئيس السلطة أبو مازن بما يعني تعزيز حركة فتح، والشروع في إنهاء الانقسام على عكس الهدف الإسرائيلي بإضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية والحيلولة دون توفير شروط قيام دولة فلسطينية مستقلة، أو تحمل إسرائيل مسئولية إدارة حياة مليونين ونصف فلسطيني. والخياران نتيجتهما وفقًا للتقديرات الإسرائيلية التي كانت مطروحة قبل طوفان الأقصى، تتعارضان مع المصلحة الإسرائيلية التي جسدتها الاستراتيجية الإسرائيلية التي وضع ركائزها شارون وصار على نهجها نتنياهو، والتي تستند إلى تعزيز الانقسام الفلسطينيّ، والعمل على تحييد جبهة غزة عن الأوضاع في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقد سبق وتحدث بشأن هذا الأمر إلى صحيفة "هآرتس"، في 11 أكتوبر 2005، دوف ويسجلاس، مستشار شارون آنذاك، بقوله إن ذلك الانسحاب كان "لمنع أي عملية سياسية مع الفلسطينيين". لذلك جاءت التوصيات بأهمية توسيع دائرة احتواء حماس بحيث لا تقتصر فقط على الحركة بل استمالة أهالي غزة وإبعادهم عن خيار المقاومة، من خلال البحث عن آلية تساهم في التخفيف من الوضع الاقتصادي المتدهور للقطاع لتصدير مشهد أن إسرائيل عداوتها ليس مع أهالي القطاع بل مع حماس وباقي الفصائل[13].

إلا إنه وفقًا لما أعلنه نتنياهو بخصوص أهداف الحرب الراهنة على القطاع من حيث القضاء على حماس، فإن ذلك يعد مخالفًا لركائز احتواء حماس طبقًا لاستراتيجية شارون الانقسامية. مع العلم بأن إسرائيل حتى وقتنا الراهن ليس لديها خيارات أو بدائل عن حكم حماس لقطاع غزة، لذلك جاءت ضرباتها الانتقامية لحماس وللقطاع نتيجة لمأزق الفراغ الذي ستخلفه حماس، ولأنه في حال نجاح إسرائيل في استئصالها من القطاع، فإن الخيارت البديلة كما أوضحنا من قبل لن تحقق المصلحة الإسرائيلية. لذلك من عوامل تعزيز دوافع الثأر بالنسبة لنتنياهو هو نجاح حماس خصوصًا منذ قدوم يحيى السنوار في خداع إسرائيل من خلال توظيف التهدئة لتحقيق هدفين رئيسيين؛ أولهما، التخفيف من الضغط الشعبي على حكم حماس. وثانيهما، التفرغ لتطوير قدراتها العسكرية، والتي انعكست في جهوزيتها للقتال.

التداعيات المتوقعة على القضية الفلسطينية

على الرغم من أنه مازال الوقت مبكرًا لاستشراف الصورة الكاملة لنتائج تلك المعركة التي مازالت دائرة حتى وقتنا الراهن، إلا إنه يمكن من خلال قراءة بعض المؤشرات الأولية التي يمكن استخلاص بعضها من الأسبوع الأول من المعركة إدراك وفهم أبرز التداعيات المتوقعة على القضية الفلسطينية، وما تحمله من أبعاد استراتيجية.

فعلى الصعيد التكتيكي والعسكري، يتضح أن المقاومة تسعى نحو ترسيخ قواعد اشتباك جديدة تستند على إمكانية اختراق ما كان محظورًا، والبناء عليه، وذلك من حيث أنه بات من الممكن نقل المعارك والاشتباك إلى الأراضي الإسرائيلية، بل وإمكانية تحرير المستوطنات (حينما تتوافر الشروط الموضوعية لذلك)، وأسر رهائن باعتبارها رسالة بأن إسرائيل لم تعد أرضًا آمنة. وما يمكن أن يشكله ذلك من متغير ديمغرافي مهم في معادلة الصراع مع إسرائيل، باعتبار (عدم الأمان) يعد عاملًا طاردًا للإسرائيلين ومحفزًا نحو الهجرة العكسية.

ومن الجدير بالذكر إن طريقة معالجة إسرائيل لملف الرهائن المحتجزين لدى حماس، وحدود ما تبديه من حرص على تأمين أرواحهم، وفتح باب تفاوض مع حماس من أجل تبادل الرهائن الإسرائيليين بالأسرى الفلسطيننيين في السجون الإسرائيلية، يُعد عاملًا مهمًا لإرضاء الرأي العام الإسرائيلي، ورسالة طمأنة بأن إسرائيل قادرة على حمايتهم، وحريصة على أرواحهم. والمؤشر الثاني المهم إن تلك المستوطنات تعود إلى أراضي 48، (في جنوب فلسطين التاريخية المحتلة)، وليست ضمن الأراضي المحتلة عام 67، بما يعد مؤشرًا على رفع سقف طموح المقاومة فيما يخص الحق الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

وعلى الصعيد السياسي، تعكس تلك المعركة فشلًا صريحًا لمساعي احتواء حماس، ونهاية للحلول الاقتصادية للقضية الفلسطينية تحت ما كان يسمى السلام الاقتصادي، ومن ثم تشكل ضربة قوية لاستراتيجية شارون الخاصة بتعزيز الانقسام بين غزة والضفة، ومن ثم من المفترض أن تشهد مرحلة ما بعد الحرب إعادة صياغة آليات وقواعد إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقًا لتوازنات القوى التي ستحددها نتائج المعركة، بل ومن غير المستبعد أيضًا أن يدخل الصراع مرحلة الحسم وفقًا لرؤية المقاومة الفلسطينية. 

ويمكن القول إن التطورات القادمة سوف تتوقف إلى حد كبير على حدود الإدراك الأمريكي للرسائل الواضحة التي حملتها تلك المعركة بالنسبة لإسرائيل، والتي تتلخص في كون وجود وبقاء إسرائيل والأمن الإقليمي برمته بات رهن التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية وأن حل الدولتين هو الأفضل بالنسبة لإسرائيل، وأن الحرب الدينية التي شنها اليمين المتطرف ضد الشعب الفلسطيني كانت نقطة الانطلاق نحو تلك المعركة، وربما تؤدي المعالجة غير المنضبطة لتلك المعركة من جانب إسرائيل إلى إشعال حرب دينية في المنطقة غير مأمونة العواقب، وسيكون الخاسر الرئيسي فيها هي إسرائيل. ومن ثم فإنه من غير المستبعد بعد الحرب أن تعجل واشنطن والدول الأوروبية بإعطاء الأولوية لفرض حل الدولتين على إسرائيل، خاصة وأن الحصار وتجربة الحروب المتكررة على غزة، أثبتت فشل تكتيك "كي الوعي"[14] لأهالى القطاع، بل زادهم صمودًا وتمسكًا بأراضيهم. بل وكان دافعًا لدى المقاومة نحو تلك المعركة. وهنا يأتي دور السلطة الفلسطينية من أجل التفاوض من موقع القوة لتدشين دولة فلسطينية كاملة السيادة، وليس طلب بعض المساعدات والتسهيلات الاقتصادية.

وعلى صعيد اتفاقات أبراهام، يبدو أن تلك المعركة ساهمت في تركيز الأنظار على القضية الفلسطينية، بعد أن تراجعت لصالح التطبيع مع إسرائيل. كما عرقلت مساعي واشنطن لإبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية. كذلك، هزت صورة إسرائيل بأنها غير قادرة على حماية أمنها، وتحصين جبهتها الداخلية. ويعد ذلك التقدير بمثابة حافز لإسرائيل نحو الانتقام من غزة وحماس. وبالتالي فإن ما يهم إسرائيل في اللحظة الراهنة هو كيفية إعادة "الردع" المفقود واستعادة صورة "النصر" حتى وإن كلّفها ذلك كثيراً، كما يحدث الآن من إحكام الحصار الشامل وحرمان غزة من كافة مقومات الحياة الضرورية. وفي الوقت نفسه طرح سردية كاذبة عن المقاومة وتصدير نفسها كضحية رغم كونها دولة احتلال، وتمارس جرائم حرب وإبادة جماعية في القطاع.

ومع ذلك، فإن مشاهد القتل دون سابق إنذار في القطاع سوف تعري سريعًا أكاذيب إسرائيل وتكشف الحقيقة؛ لذلك من غير المستبعد أن تصبح أبراهام نفسها دافعًا لإسرائيل نحو إجراء مراجعات لخفض سقف التصعيد والانتقام، وذلك بدعم أمريكي حفاظًا على صورتها أمام الدول العربية، وخشية أن يتحول الرأي العام العالمي صوب دعم غزة، وتجريم إسرائيل مثلما حدث في معركة سيف القدس عام2021.

ختامًا، يمكن القول إن حدود الإدراك الإسرائيلي لرسائل المقاومة من المعركة، والمصالح الأمريكية في المنطقة سوف تساهم في رسم ملامح الأمن الإقليمي في الفترة المقبلة. في الوقت نفسه فإن المقاومة مازال لديها بنك أهداف غير معلنة في إطار الخداع الاستراتيجى والاحتفاظ بعنصر المفاجئة، ومازالت المعركة لم تشتعل بعد في الضفة، وسيكون العقاب الجماعي لأهالي غزة، هو المحفز لاتساع بنك أهداف المقاومة بل واتساع ساحتها. وعلى صعيد السلطة الفلسطينية فإن الضرورة تقتضي أن تضطلع بدور دبلوماسي محوري في الحرب الإعلامية والنفسية الدائرة ضد المقاومة بهدف شيطنتها، باعتبارها معركة ضد الكل الفلسطيني، والعمل على كشف تلك الأكاذيب أمام الرأي العام العالمي، والتي لا تقل أهميتها عن الأدء القتالي في أرض المعركة.


[1] معتصم حمادة، "أبراهام" و"النقب" أولاً و"حل الدولتين" لاحقاً، وكالة وطن للأنباء، 5/8/2023 متاح على الرابط التالي: https://www.wattan.net/ar/news/409720.html

[2]محسن صالح ، التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية وإنهاء حلّ الدولتين السبت 30 سبتمبر 2023 ، متاح على الرابط التالي: https://qii.media/articles/1171

[3] شيماء منير، "حرب غزة الرابعة.. تغيير قواعد الاشتباك ومآلات الردع"، دورية الملف المصري (القاهرة: مؤسسة الأهرام، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، السنة السابعة، العدد 83، يوليو 2021)، ص ص 22- 23.

[4] وزن خفيف وبصمة حرارية..ما أبرز قدرات مسيرات "الزواري" لحماس؟ سكاي نيوز عربية، 9 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/p8Yrq

[5] أحمد قاسم حسين، "كتائب القسام ومعركة "سيف القدس": ممكنات الردع النسبي في حرب غير متناظرة"، أوراق استراتيجية، (قطر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ورقة استراتيجية رقم 4، 24 يونيو، 2021) ص26.

[6] "متبر 1".. ما قدرات منظومة حماس الصاروخية الجديدة؟ سكاي نيوز عربية – أبوظبي، 11 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي:  https://cutt.us/W95MJ

[7] من تداعيات طوفان الاقصى صناعة الجدران العازلة الاسرائيلية تمنى بقشل ذريع،  تقدير موقف،  مركز مدار الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، 10 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/jboaL

[8] "تركترون الطائر".. تكتيك جديد أربك الاحتلال وحيّد الجدار واخترق غلاف غزة، وكالة سما الإخبارية، الإثنين 09 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/mTGat

[9] القبة الحديدية.. فشل إسرائيلي متواصل في مواجهة المقاومة الفلسطينية، الأسبوع، 11 أكتوبر2023، متاح على الرابط التالي:

https://www.elaosboa.com/1167727/

[10]يقصد به (تكسير قدرات الفصائل دوريًا)  من خلال تكرار الحرب كلما بدا أن "العشب" ينمو؛ بمعنى زيادة قدرات المقاومة القتالية وبخاصة ترسانتها الصاروخية. وقد تم استخدم هذا المصطلح العسكري "جز العشب" كثيرًا من جانب إسرائيل لوصف حروبها على غزة. وكان الهدف منها هو "تقليص" النمو غير المرغوب فيه في القدرات العسكرية لحماس:

19 Steve Niva, Israel’s “Operation Mow the Lawn", Middle East Research and Information Project,  12-7-2012, Available at: https://merip.org/2012/12/israels-operation-mow-the-lawn.

[11] حفاظًا على الجاهزية.. المقاومة الفلسطينية تنفّذ الثلاثاء مناورة "الركن الشديد الـ4" 11 سبتمبر2023، الميادين، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/xxOzz

[12] هل نحن بإزاء إخفاق إسرائيلي استراتيجي يفوق إخفاق حرب 1973؟ تقدير موقف أولي، مركز مدار الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، 8 أكتوبر 2023، متاح على الرابط التالي: https://cutt.us/Jbh4H

[13] أودي ديكل ونوعا شوسترمان، "الساحة الفلسطينية: الحفاظ على القائم أم السعي للتغيير؟" تقييم استراتيجي إسرائيلي 2020 – 2021، معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، INSS 6 يناير 2021  قراءة في مخرجات مراكز الأبحاث الإسرائيلية، (القدس: منظمة التحرير الفلسطينية، مركز الأبحاث، العدد الرابع، إبريل 2021، ص8، متوافر على الرابط التالي:  https://bit.ly/3nIpPHh

[14] تكتيك طرحه موشيه يعالون وزير الدفاع إبان "انتفاضة الأقصى"، ويقوم على توجيه ضربات ساحقة إلى المقاومة الفلسطينية المسلحة، وإلى السكان المدنيين على حد سواء، لجعلهما يدركان أن إسرائيل لا يمكن هزيمتها، وأن المقاومة عبث وعواقبها وخيمة عليهما، أنظر: ماهر الشريف، "تحولات العقيدة الأمنية الإسرائيلية"، النهار اللبنانية، 26 أغسطس 2015. متاح على الرابط التالي:

https://bit.ly/2XDbZeP