فلسفة البناء الذاتى والمجتمعى هى الهدف المنشود، وإحياء مرتكزات عمقنا الحضارى هو آليتنا لتكوين هذه الفلسفة، ومابين البناء والإحياء تتشكل ملامح الإنسان المصرى فى القرن الحادى والعشرين. وبالتالى نحن لا نتحدث عن إعادة بناء أو استنساخ تجارب ذاتية قديمة او تجارب لأخرين، بل نتحدث عن معادلة بناء تتوافق ومنطلقات العصر وتستند لإنسان يمتلك روحا ووجدانا معبرين عن هويتنا المصرية بمخزونها الإنسانى والحضارى، ومجتمع قوى داعم ومتكاتف ودافع لمسارات التقدم.
نحن إذا أمام معادلة بناء مستقبلية تستهدف الإنسان بتزكية روحه وعاطفته ووجدانه من ناحية، وبناء مقومات قوته المعرفية والعلمية الداعمة لتطور المجتمع من ناحية ثانية. ودافعة لترسيخ هويته المستندة لثقافتنا وديننا وتراثنا من ناحية ثالثة، ومقاومة للتأثيرات والتحولات العصرية التى ساهمت فى إضعاف بنية المجتمع من ناحية رابعة، بمعنى أن المعادلة المطلوبة طرفها الخصوصية المصرية وهويتها الجماعة التى تشكلت عبر التاريخ، والطرف الآخر امتلاك مقومات التقدم وفهم فلسفته وانعكاساته على الأمة المصرية.
وهنا يجب التأكيد على عدد من المحددات والمعانى المرتبطة بفلسفة البناء المنشودة ومراحلها، ومايحكمها من سياقات ثقافية وعلمية عالمية ومجتمعية مقيدة، نذكر منها:
1- القرن الحادى والعشرين يسير بنا إلى متاهة تضيع فيها العديد من القيم والأفكار التى تتعلق بالإنسانية والإنسان وعلاقته بربه وبذاته والكون، فهى تعمق الكثير من أفكار الحداثة ومابعدها، وتطلق العنان لواقع يضمن استمرار التفوق للنموذج الثقافى والقيمى الغربى من خلال أفكار وأدوات قديمة، ولكن فى شكل جديد يتوافق والقفزة التكنولوجية الهائلة، والقوى الاقتصادية الرأسمالية والأيديولوجية.
2- صياغة فلسفة البناء المنشودة وتحديد ماهيتها، تعنى أننا أمام عملية مستمرة ومتراكمة وذات مسارات واضحة وأدوار ومسئوليات تكاملية، قادرة على المزج بين المعرفة والعلم والدين والثقافة فى بنية المجتمع جنب إلى جنب مع النسق الروحى والقيمى والأخلاقى، وبحيث تصيغ نموذجها بالجمع بين الحلم والواقع، والأصالة والمعاصرة، والخصوصية والعولمة، والروحانية والمادية، والذاتية والجماعية. فنقل النماذج فى بيئات ثقافية ومجتمعية مغايرة لا ينتج سوى الضعف والتشوه والأنانية وتشتت الوعى الجمعى.
3- الانتقال من التفكيك إلى التفكك، تتجلى مؤشراتها ومخاطرها بشكل واضح فى العديد من المجتمعات النامية والعربية، كنتاج لما فرضته العولمة من إعادة هندسة للتفاعلات مابين المحلى أو الوطنى والعولمى، وما أحدثته مخرجات عمليات التجديد أو التحديث التى شهدتها تلك المجتمعات وتترجمها إشكاليات بناء الدولة القومية.
4- غلبة الطابع التقليدى على المجتمع المصرى تشير بوضوح إلى ما تفرضه عملية تحديث البنى الاجتماعية من إشكاليات تتعلق بالهوية والخصوصية وما فرضته المظاهر الحداثية وعملية التحديث من تناقضات وتشوه فى تركيبة المجتمع، انعكست بوضوح فى الإضعاف التدريجى لروابط التماسك الاجتماعى القديمة دون أن يتوافر بنية مجتمعية وقوى اجتماعية وسياسية قادرة على تعزيز عملية الانتقال أو التطوير وهندستها بما يتجاوز تلك السلبيات التى أصابت الكثير من الأنساق الاجتماعية ومنظور الفرد إلى مجتمعة ودوره.
انطلاقًا من تلك الرؤية، كان الانحياز لمسالة إحياء عملية البناء للإنسان المصرى وصياغة نموذج فلسفى وفكرى وثقافى داعم لعملية التنمية وتقوية المجتمع والدولة، نموذج يأخذ فى الاعتبار أن هناك "تسونامى" عولميًّا يضرب الرشادة والعقلانية والإنسانية لصالح المثلية والإلحاد والتفكك المجتمعى، ويستند لثقافة ووعى وطنى مصرى وبنية اجتماعية قادرة على التطوير والتحديث بدون فقد للهوية والعمق الحضارى.
أولاً: تأسيس البناء
تهيئة البيئة المحفزة على البناء تستدعى طرح الكثير من الأسئلة والوقوف على العديد من الإشكاليات التى يفرضها الواقع الراهن وتحديات السياق الدولى، وفى مقدمتها: إرادة البناء، ومرتكزات الإحياء، وحدود الانحياز الفكرى والثقافى والتراثى، والتوافق المجتمعى ودرجة الوعى، ومسارات البناء ومراحلة، وطبيعة القوى الدافعة لعملية البناء.
1- تحديد الأهداف والغايات من هذا البناء، وهنا نحن نتحدث عن غايات تتسع لتتجاوز التكيف مع مظاهر التقدم والقفزات التكنولوجية، إلى ترسيخ الهوية والصمود الذاتى وتقوية القدرات الفكرية والعقلية والنفسية للشخصية المصرية، وبالتالى تهيئتها لتلك التحولات والتغيرات الكبرى، حتى يمكن استيعابها كمرحلة أولى والتفاعل معها والمشاركة فى تجلياتها فى مرحلة تالية، وهو امر ليس باليسير ولكنه ليس مستحيلا، ولكنه يتطلب بناء نموذج ثقافى تنموى يستهدف الإنسان المصرى، وأن يتكامل هذا النموذج فى فلسفته ورؤيته وسياساته.
2- ماهية المعرفة، المعرفة العملية محدد حاكم للمستقبل، وبناؤها وامتلاكها شرط للتواجد الفعال. ولكنَّ هناك تساؤلًا يجب الوقوف عنده وطرحه للنقاش لترسيخ معرفته فكرًا ووجدانًا متعلقين بالتساؤل: عن أى مستقبل نتحدث؟ وما موقعنا فيه؟. وهل ندرك من نحن وماذا نريد وما نتطلع إليه؟. فنحن أمام تغذية ثقافية غربية مستمرة تمتلك أدوات ضخمة ومؤثرة فى تشكيل وصناعة الرأى العام العالمى، مستندة إلى ثورة تقنية كبيرة وذكاء صناعى، وثقافة آسيوية صاعدة ومتنامية يمكن أن تصيغ مشهد الاستقطاب الثقافى مستقبلا.
3- منظور أخلاقى وقيمى، نابع من ديننا وثقافتنا ليمثل حائط صد أمام تسونامى يضرب القواعد الأخلاقية والنفسية للإنسان، ويتجاوز الثوابت الدينية، ويؤدى لضغوط غير مسبوقة على السلوك والتفاعل الإنسانى ونظرته إلى الحياة، بما يؤدى لصناعة رأى عام عالمى لا يستند إلى قواعد أخلاقية ثابتة، بقدر مايغذى إدراكًا سلبيًّا للحرية، ونزوعا نحو الإلحاد، وافتقاد الكثير من السمات الإنسانية، لاسيما تلك المتعلقة بالعواطف والروحانيات، مما يسفر عنه تزايد الاضطرابات النفسية وحالة الخوف واللايقين، وهو ما نلحظ مع تنامى الأفكار والممارسات التعويضية لتجاوز الأديان السماوية ومحاولة استبدالها بالفلسفات والأفكار المتعلقة بالطاقة الإيجابية مثل اليوجا وغيرها، الأمر الذى دعا البعض للتساؤل حول حقيقة القدرة على التفكير والاختيار، وما إذا كنا أمام حقبة جديدة من العبودية بأشكال وأدوات جديدة.
ثانيًا: مرتكزات البناء
1- تجديد عقل الأمة المصرية، من خلال إعمال الفكر لتنشيط مكونات العقلية النقدية، والموازنة بين الدراسات الاجتماعية والفلسفية والدراسات العلمية، لتحصيل المعرفة المطلوبة، وبناء المنظور الثقافى والحضارى الداعم للأصالة والمعاصرة، والوعى بعوامل التأخر والركود، وتفعيل مغذيات الروح والوجدان القادرة على بناء الثقافة الوطنية، لتمثل جميعها منظورًا تربويًّا وفكريًّا يكون قادرًا على إعادة تشكيل وبناء الأجيال القادمة على أسس وقناعات وأفكار تمكنهم من الإبداع، ومسايرة التقدم وترشيد الاندماج مع مساراته، وتعزيز سبل الوعى والقدرة على الانتقاء والمحافظة على الذات والهوية، وتجاوز النموذج الحالى بثقافته العالمية وقيمه وأيديولوجيته.
2- تغذية الروح لبناء إنسان مصرى، قادر على الموازنة بين المتطلبات الروحانية والإنسانية وبين مقتضيات الحياة المادية، والتى أثبت التاريخ فاعلية هذه الروح فى كل مرحلة نهوض للأمة والدولة، كمرتكز للمقاومة السلبية والإيجابية لمراحل ضعف وتخلف وركود، وبالتالى فمرتكز الروح لاغنى عنه لتعظيم مدركات وقدرات الإنسان.
3- الانسجام وترسيخ الهوية الذاتية، يضمن بناء مجتمع متوافق ومتماسك اجتماعيا، وعاكس لثرائه وتنوعه الثقافى والفكرى والدينى والطبقى وقادر على إدراته ومواجهة موجات التفكيك الداخلية والخارجية ونتائج التفكك. وتجاوز تلك الجدلية التى طغت على غالبية الفكر المصرى بين التمسك بقيم وثقافات تقليدية يراها البعض مقيدة، وبين تيار يسعى للانفتاح ومسايرة النموذج الغربى، تلك الجدلية أفرزت الكثير من مظاهر الجمود والاختلال والتقسيم المجتمعى، وظلمت الكثير من الأفكار التى سعت إلى التطوير والانتقال بالعمق الحضارى والثقافى المصرى إلى مساحات تفاعلية مع الثقافات العالمية والعولمية، كما ظلت تلك الجدلية حائلا أمام الكثير من الأفكار التى سعت لكسر تلك القيود والسياجات التى أوجدتها تلك الجدلية، مما حال دون التجديد، حيث ظل الخوف من التبديد قيدا حاكما لحالة الاستقطاب الثقافى والفكرى المصرى.
فإن كان المطلوب هو بناء نموذج ثقافى تنموى مصرى، فالمطلوب أيضا تجاوز حالة الخوف من تفكك القيم المجتمعية وهويتنا الوطنية وتعزيز الثقة فى الذات، ومطلوب كذلك الحد من الانبهار والاغتراب والاستيلاب الثقافى والمجتمعى، فى المقابل يجب الوقوف عند الثوابت التى تميز المصريين وشخصيتهم وهويتهم لتمثل عوامل بناء، ومراعاة الاختلافات والاختلالات التى أصابت المجتمع المصرى وتفاعلاته كعوامل ضعف ومتغيرات يجب معالجتها.
فمن بنى الحضارة هم المصريون القدماء ومن استتسلم للضعف وتعايش مع الشقوق والفجوات المجتمعية هم المصريون، صحيح إن هناك عوامل وأحداثًا ومتغيرات تاريخية أوجدت أو ساهمت فى إيجاد حلقات الضعف والهبوط، ولكن من الصحيح أيضا أن الصمود والاستيقاظ والبناء أدوات عرفها المصريون عبر التاريخ.
المرتكزات الثلاثة تشير إلى مسارات بناء النموذج المنشود والمستند على عملية بناء إنسان مصرى قادر على التعايش مع مرحلة ومنعطف جديد تعيشه الإنسانية مع مخرجات الثورة الصناعية الرابعة وما تكشف عنه الثورة الصناعية الخامسة، فنحن أمام تحول وقفزة اوسع من تلك التى تحققت مع الثورات الصناعية الثلاث، وأمام فلسفة جديدة لتعريف الحياة وتغيير الطبيعة البشرية وتمزج بين الواقع والافتراضى وبين أدوار الآلة والإنسان، وهى تحولات إذا أخذت مسارها تذهب بنا إلى مراحل أشد قسوة من التغيب والسيطرة على البشرية من أجل قلة من النبهاء والمبدعين والمحتكرين لأدوات التقدم.
ثالثًا: مراحل البناء
عملية البناء هى عملية مستمرة بالطبع، ولكن سرعة واتساع التطورات والتغييرات تفرض الاستناذ لمنهج القفزات وليس الإصلاح التدريجى، والاستناد إلى منطلقات القوى التى تميز المجتمع وتساعد على تحقيق نجاحات يمكن البناء عليها.
كما يمكننا التمييز هنا بين صناعة المستقبل من خلال التركيز واستهداف الأجيال الصغيرة التى لم تتأثر بكثير من التشوهات الفكرية والقيمية والسلوكية، والأجيال التالية لها، بحيث تسير عملية البناء من خلال مستويات متعددة تراعى الفجوة الجيلية ومتطلبات تحقيق الانسجام المجتمعى.
وبالتالى فالمرحلة الأولى هى تأسيسية فكرية وتستند إلى جملة المرتكزات التى يجب أن تمثل قاعدة الانطلاق فى بناء هذا النموذج الذى يحتاج إلى كثير من الخيال والواقعية للجمع مابين الموروث المغذى للثقافة الوطنية وبين واقع معاصر يتجاوز الكثير من المفاهيم التقليدية المرتبطة بالإنسان وعلاقته بأسرته ومجتمعه ودولته، بل يتجاوز مفاهيم النوع الاجتماعى والأسرة البيولوجية التى شكلت أساس الحياة والتكاثر.
المرحلة الثانية مرحلة اكتمال بناء النموذج عبر تحديد سبل التواصل وبناء المعارف المطلوبة، مع تحديد الآليات الملائمة للتواصل والبناء للأجيال المختلفة، من خلال سياسات تكاملية وأخرى نوعية تعالج التباين والاختلالات المجتمعية، وتضمن الاستدامة والاستمرارية، وتراعى وتراقب أوجه القصور، وتقيس التأثيرات وحركة المجتمع واتجاهاته.
المرحلة الثالثة ترتبط بضمان التطور والتقدم ودفع محفزات النهوض وتغذية الوعى والعقل الجمعى المصرى لتجديد النموذج بشكل دائم حتى نضمن فاعلية النموذج ونجاحه فى بناء الإنسان المصرى ومواكبته لسرعة التحولات والمستجدات الفكرية والسلوكية بدون عثرات كبرى تلقى بظلالها على الإنسان "الرقمى".
وتجدر الإشارة هنا، إلى أن تعدد الأجيال وتباين النظرة للمفاهيم والأفكار والقيم التى أخذت سبيلها إلى المجتمع المصرى يضعان المزيد من الصعوبة على تقبل النموذج والتأثر به وتطبيقه. من هنا تاتى أهمية تفعيل سبل البناء التراكمى والمتدرج، والمحافظة على زخم ودعم الرأى العام، وبلورة تيارات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية قادرة على تعزيز أدوات التواصل وترسيخ الانسجام المجتمعى.
رابعًا: رؤية العدد
انطلقت الرؤية من محاولة إثارة العديد من التساؤلات والإشكاليات المرتبطة، بتساؤل رئيس مفاده، كيف يمكن البناء فى ظل كثير من المخاوف وعدم الوضوح حول طبيعة النظام الدولى والعديد من مناطق العالم، وفى ظل تحولات كبرى تستهدف إعادة هندسة المجتمعات وتفكيكها من خلال تغيير الأسس الفكرية والفلسفية والثقافية والقيمية والسلوكية، وفى ظل آلية ضخمة لصناعة الرأى العام العالمى تستهدف تغيير بوصلة المواطنة بعيدا عن المجتمع والدولة، فنحن نتحدث عن المواطنة الرقمية والمواطنة الشبكية والمواطن العالمى.
لذا استند هذا العدد على البناء الذى توافر من جملة الأعداد التى قدمتها "أحوال مصرية"، من خلال مساهمات فلسفية وفكرية وسياسات ومفاهيم، قدمها العديد من المفكرين والباحثين على مدى تسعة وثلاثين عددا، تمثل العديد من الرؤى والاتجاهات والانحيازات المرتبطة بتشخيص الواقع المجتمعى وآفاق الإصلاح وسبل البناء وإعادة التشكيل والتفاعل مع المستقبل استنادًا للعمق الحضارى والمخزون الثقافى والوجدانى القابل للإحياء والذى يشكل لبنة بناء النموذج النهوضى للدولة المصرية.
واستكمالًا لمنهاجية التفكير التى تحرص على طرح بعض ملامح نموذج البناء وخاصة فى تكوينه الثقافى والفلسفى، فقد تركزت غالبية معالجة هذا العدد على الإطار الفلسفى والرؤية العالمية وموقعنا من التحولات العاصفة بالإنسانية والإنسان نفسه وتأثيراتها على مجتمعاتنا النامية ومنها مصر(بدون التركيز على باقى المكونات الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية)، لما يتطلبه هذا المكون من أولوية ورؤية، ونقاش وحوار مجتمعى يركز على تحقيق الانسجام بين الأصالة والهوية الذاتية والمعاصرة (بمفهوم القرن الحادى والعشرين) والهوية العولمية، وما يتركه عدم مواكبة التطور بوعى وإدراك لموقعنا وخصوصيتنا من آثار إضطراب وتشوه تمس عصب المجتمع وتزيد من اختلالاته. فضلا عن أن العديد من أعداد أحوال قد عالج قضايا اللغة والهوية والتعليم والثقافة والصحة جنبا إلى جنب مع تشريح العقل الجمعى وسبل تزكية الوجدان المصرى، لنضيف حلقة فى سلسلة حلقات البناء بهذا العدد الذى اخترنا أن يركز على إحياء البناء كعملية واحدة متلازمة لنموذج قادر على النهوض بالإنسان والمجتمع والدولة.
هذا الطرح الذى تقدمه "أحوال مصرية" فى هذا العدد، ليس قفزا على واقع وليس مجرد حلم نتمى تحقيقه، ولكنه أيضا إيمان بقدرات هذا الشعب وبروحه ومجد تاريخه، ودفع لتعزيز الثقة فى الذات، ومواجهة الكثير من دعاوى الإحباط والخوف من المستقبل.