د. إيمان مرعى

خبير ورئيس تحرير دورية رؤى مصرية - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

تحظى الدبلوماسية بمكانة متميزة فى العلاقات الدولية المعاصرة، حيث أصبحت المدخل الأساسى الذى يتم من خلاله حماية ورعاية مصالح الدول والأفراد. وينظر للدبلوماسية المعاصرة على أنها تعيش مرحلة الانتقال من الدبلوماسية التقليدية بوسائلها وأدواتها المتعارف عليها إلى دبلوماسية لها أدوات جديدة، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، فبعد أن كانت آلية تقليدية تتعلق بمسألة تعزيز العلاقات بين الدول، تحولت إلى آلية متعددة الأبعاد، والاتجاهات، والمسارات، والأطراف، فباتت ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمختلف المجالات السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية للمجتمعات، والدول، والفواعل المختلفة الأخرى.

فى هذا السياق، أصبح التعدد فى الأنماط أهم ما يميز الدبلوماسية المعاصرة، فهناك أنواع عديدة للدبلوماسية، ومنها: دبلوماسية التنمية، والدبلوماسية الرئاسية، والدبلوماسية الشعبية، والدبلوماسية الرياضية وغيرها، وهذه الأنواع متفاوتة بحسب تأثرها بالعوامل والمتغيرات المختلفة، وتفاوت طبيعة الأنظمة السياسية التى تمثلها. إن الوظيفة الرئيسة للدبلوماسية هى تمثيل مصالح الدولة من خلال أعمال ممنهجة عن طريق المفاوضات التى تجرى بين الدول والتى تفيد فى تقريب وجهات النظر وإقناعها وتوجيهها.

وقد شهدت الوظيفة الدبلوماسية تحولاً متسارعاً فى ظل التطورات العالمية، وظهور الفضاء الرقمى بكل أدواته ووسائله الحديثة، حيث أدركت الدول ذات السياسات الخارجية النشطة أهمية دمج الدبلوماسية الرقمية فى عملية صنع السياسة الخارجية، ومن ثم أصبح توظيف الفضاء الإلكترونى فى العمل الدبلوماسى من الأدوات الجديدة التى تساهم فى خدمة أهداف السياسة الخارجية، والانفتاح على الخارج وسرعة تبادل ونقل المعلومات، ومن ثم لم تعد الدولة الفاعل الوحيد فى صنع السياسة الخارجية، وأصبح إلى جانبها فاعلون آخرون يقومون بالعديد من المهام الدبلوماسية، فى إدارة التفاعلات الدولية عن طريق التأثير على العنصر البشرى، ومنه الدبلوماسية، والمبعوثين الدبلوماسيين فى طرق جمع وإرسال المعلومات.