مع التطور التكنولوجى المتسارع وظهور مواقع التواصل الاجتماعى التى حظيت بانتشار كبير على المستوى العالمى، وتنامى تأثيرها فى تشكيل الرأى العام، أدى هذا التطور إلى ظهور ما يعرف بـ«المؤثرين» وهم أشخاص لهم تأثير على المجتمع يلعبون أدوار فعالة فى توجيه الأفراد باعتبارهم أقرب للناس يحتكون بهم ويتفاعلون معهم فى الحياة اليومية.
وقد برز نجم «المؤثرين» كرواد للرأى فى مواقع التواصل الاجتماعى، وبدأ نشاطهم يتطور ويتوسع فى عدة مجالات تلامس جوانب الحياة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية بهدف الشهرة وكسب المال، ولم يقتصر دورهم وأداؤهم على تحقيق أهداف تسويقية والشهرة فحسب، بل تطور نشاط «المؤثرين» إلى ظهور فئة منهم يتقنون فن تأثير المحتوى أو المادة المقدمة فى وعى المتلقى وتكوين الرأى العام حول القضايا التى تهم الجمهور والمجتمع.
ولا ينكـر أحد مدى الحضور الجماهيرى الذى يحظى به هؤلاء المؤثرين فى تلك المواقع، وهو ما نلاحظـه من عـدد متابعيهم، ومدى تفاعلهم معهم.
ومن أجل تفعيل دور «المؤثرين» يجب أن يتم الاستغلال الأمثل لنشاطهم عبر مواقع التواصل من خلال الاستعانة بهم فى قضايا: الإصلاح، والتوعية، واستغلال هذه التقنيات بشكل يخدم القضايا والموضوعات المطروحة ذات الفائدة والهادفة، وتجنب الموضوعات التى لا معنى لها من أجل حصر المتابعين، مع وضع اعتبار لتعاظم سلطة مواقع التواصل الاجتماعى كوسيط اتصالى جديد.
وفى هذا السياق يناقش هذا العدد ظاهرة المؤثر الرقمى، وحدود التأثير على مؤسسات الإعلام، وتأثيرها على هوية الشباب المصرى، والجوانب القانونية لهذه الظاهرة، والنشاط النسوى الافتراضى عبر وسائل التواصل الاجتماعى بهدف الوقوف على أبعاد هذه الظاهرة، ومدى تأثيرها على الاتجاهات، والأفكار، والسلوكيات.