بالرغم من أن التطرف الفكري والسلوكي وما قد يرتبط به من تطرف عنيف تجاه الآخر، أو تجاه النسق الاجتماعي للدولة، أو تجاه مؤسساتها لا يرتبط بفئة عمرية محددة، فإن فئة الشباب في عمر المراهقة –تحديدًا-ظلت الفئة الأكثر عرضة للتطرف والاستقطاب. فى هذا الإطار يتناول العدد (54) من دورية بدائل، الذى جاء تحت عنوان "جيل z: المراهقون.. منظور جيلي للتطرف وممارسة العنف" للأستاذة / أمل مختار - الخبيرة بالمركز، ورئيسة تحرير "مجلة المشهد العالمي للتطرف والإرهاب" الإلكترونية- تحليل العلاقة بين ثلاثية التطرف الديني، وممارسة العنف، وفئة الشباب المبكر أو ما يعرف بمرحلة "المراهقة". وتركز الخبيرة فى تحليلها لهذه العلاقة على التطرف (الديني) تحديدا، دون غيره من أنواع التطرف الفكري أو الأيديولوجى؛ نظرا لمدى أهمية المكون الديني في المجتمع المصري، وفي المجتمعات العربية كافة.
وتنقسم الدراسة إلى أربعة محاور، المحور الأول، يتناول الإطار المفاهيمي والإشكاليات المنهاجية، وتضمن تحديد المفاهيم التى ستعتمدها الباحثة فى الدراسة؛ وهي: الإرهاب، والتطرف، والتطرف العنيف، والمراهقة. بينما حلل المحور الثاني ظاهرة التفاعل الجيلي مع ظاهرة العنف والتطرف (جيل Z العربي/ المصري)، فى ضوء ما يواجه المراهقون من عدم اليقين، ونقص في الهوية الذاتية، والتشوش في الانتماء والهوية. أما المحور الثالث، فتناول العلاقة بين المراهقين والانجذاب إلى التطرف وممارسة العنف (مصر والدول العربية)، حيث استعرض مقتطفات من مسيرة وتاريخ التنظيمات والأفراد المتطرفين وممارسي العنف على المستويين المصري والعربي على مدار نصف قرن من الزمان، ومن بينهم تنظيم الجهاد المصري. وفى المحور الرابع، حددت الباحثة سبل وآليات مواجهة التطرف والفكر العنيف لدى فئة الشباب من خلال صياغة عدة توصيات قابلة للتنفيذ، منها: عمل دراسات "اجتماعية/ميدانية" مكثفة في مجال الدراسات الجيلية، الاهتمام بالدراسات البينية في مجال دراسات التطرف والإرهاب والعنف، سياسات التعليم وخطط مواجهة البطالة، مسألة الهوية والانتماء في فترات الارتباك وعدم اليقين، محورية مفهوم العيش في سبيل الله/ الموت في سبيل الله، والانفتاح السياسي.
وخلصت الدراسة إلى أن ما يتمتع به مراهقو جيل Z من أدوات للتعبير عن ذواتهم، ومن قبل ذلك التغير الكبير في مصادر معارفهم وتكوين هويتهم وتصورهم عن أنفسهم وطموحاتهم، هو ما يضع المجتمع أمام أنماط جديدة من التطرف، التي قد تتجاوز التطرف الديني التقليدي إلى أنواع أخرى ناشئة من التطرف الفكرى من كونهم مواطنين عالميين ينتمون –افتراضيًا-إلى عوالم وثقافات أخرى خارج حدود الوطن من خلال التواصل الافتراضي عبر الإنترنت.