في إطار الاهتمام الذي يوليه مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية للقضية الفلسطينية، عقد المركز، في 27 سبتمبر 2022، لقاء مع المفكر الفلسطيني ووزير الإعلام الأسبق نبيل عمرو.

ناقش اللقاء الذي حضره مجموعة من باحثي وخبراء ومستشاري المركز عددا من القضايا، شملت الإشكاليات التي يفرضها الواقع الدولي المتغير على القضية الفلطينية، بما في ذلك الحرب الروسية- الأوكرانية، وتأثيرات الداخل الإسرائيلي على التفاعلات الفلسطينية- الإسرائيلية، وفرص استئناف عملية السلام. ناقش اللقاء أيضا مداخل إصلاح الوضع الداخلي الفلسطيني، خاصة الانتخابات الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، باعتبارهما مدخلين رئيسيين في هذا الاتجاه.

فيما يتعلق بتأثيرات الحرب الروسية- الأوكرانية على القضية الفلسطينية، أشار نبيل عمرو إلى انشغال القوى الدولية بتداعيات هذه الحرب. ورغم تأييد الولايات المتحدة للتسوية لكنها لا تدفع في اتجاه العودة للمسار السياسي، وهو ما يصب في تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في الوقت الراهن وفي الأفق المنظور. ورغم هذا التهميش، أكد عمرو على ضرورة التحرك الفلسطيني في الملفات الممكنة، خاصة المصالحة والانتخابات، مع تأكيده على أهمية القدس الشرقية في مسار عملية التسوية بوصفها قضية غير قابلة للتجاهل، ولا يتصور التوصل إلى تسوية سياسية بدونها، مؤكدا أن ما يُطلق عليه "حل اقتصادي" لا يتجاوز كونه جزءا من الحل السياسي، ولا يمكن أن يُكتب له النجاح دون حل سياسي يحقق العدالة ويحفظ الحقوق الفلسطينية.

وعلى صعيد مسار التسوية السياسية، وما أحاط بخبرة أوسلو من إشكاليات، وفي ظل مشاركته ضمن المفاوضات التي قادت إلى اتفاقات أوسلو، قدم نبيل عمرو رؤية نقدية لهذه الخبرة، كما طرح عددا من التصورات المختلفة للتعامل مع السلبيات التي تحيط بالواقع الفلسطيني الراهن وذلك على خلفية تراجع التسوية السياسية واستمرار عمليات الاستيطان، والسياسات الإسرائيلية الخاصة بفكرة الدولة الفلسطينية والتي تختلف بدورها عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وتناول عمرو في هذا السياق بعض التداعيات السلبية التي صاحبت تطبيق اتفاقات أوسلو، خاصة التراجع النسبي في دور منظمة التحرير الفلسطينية، دون أن ينفي ذلك العديد من الامتيازات التي ترتبت على أوسلو، خاصة بناء نظام سياسي فلسطيني يقوم على الانتخابات بكل ما ارتبط بهذه الانتخابات من زخم سياسي.

فيما يتعلق بإصلاح الداخل الفلسطيني أشار نبيل عمرو إلى ضرورة إجراء الانتخابات الفلسطينية المؤجلة منذ عام 2021، خاصة في ظل أهميتها على صعيد المشهد السياسي الفلسطيني، ووجود رغبة شعبية واسعة في المشاركة في العملية السياسية، بالإضافة إلى دور الانتخابات في تأكيد الشرعية السياسية للأطراف الممثلة في المؤسسات الفلسطينية. وأشار عمرو إلى التحديات التي ارتبطت بالانتخابات المؤجلة، ووجود بعض التصورات حول طريقة التعامل مع هذه التحديات بما في ذلك الموقف الإسرائيلي من إجراء الانتخابات في القدس.

تناول النقاش أيضا الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، سواء فيما يتعلق بالحفاظ على مركزية القضية باعتبارها مدخلا مهما في التعامل مع قضية الاستقرار والأمن الإقليمي، أو فيما فيما يتعلق بالدور المصري في الحفاظ على التهدئة وتقييد فرص التصعيد بكل ما يحمله من انعكاسات سلبية على الشعب الفلسطيني.

أدار اللقاء دكتور عبد العليم محمد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والمتخصص في دراسات الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.