السيد صدقي عابدين

باحث في العلوم السياسية - متخصص في الشئون الآسيوية

 

مقدمة:

ظل العالم لقرابة الأسبوعين يترقب هل ستزور رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي والوفد المرافق لها تايوان ضمن جولتها الآسيوية أم أن ذلك لن يحدث. وطوال هذه الفترة ظلت تقارير صحفية تؤكد على أن تايوان ضمن محطات الزيارة. وبينما لم يصدر عن الجانب الأمريكي أي تأكيد أو نفي رسمي لتلك الزيارة، جاءت قائمة المحطات المعلنة رسميا من قبل مكتب بيلوسي خالية من تايوان. ومع ذلك، استمر الجدل والتخمين حول إمكانية حدوث هذه الزيارة. على الجانب الصيني، كانت هناك حالة استنفار منذ بدأت هذه التقارير في الظهور. وكان هناك وضوح تام في الموقف الصيني، الذي تكرر أكثر من مرة. في خضم كل هذا كان هناك لقاء عن بعد بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج امتد لأكثر من ساعتين. كانت قضية تايوان على رأس القضايا التي نوقشت فيه. ومما رشح عنه تحذير الرئيس الصيني من اللعب بالنار في تلك القضية.

هل تعمدت الولايات المتحدة الغموض حول هذه الزيارة؟، ولماذا كانت التسريبات حولها طالما أنها لن تكون؟، ولماذا لم يعلن عنها رسمياً طالما أنها ستكون؟، أما وقد تمت الزيارة فما الذي تضمنته من رسائل؟،وما هي دلالات التعامل الصيني مع الموضوع منذ بدايته؟، وما هي انعكاسات كل ذلك على مستقبل العلاقات بين البلدين؟.

تلك التساؤلات الرئيسية وما يتفرع عنها من تساؤلات يجيب عنها البحث عبر تناول السياق العام للزيارة، ومن ثم الانتقال إلى التفصيل بشأن الموقفين الأمريكي والصيني، وصولاً إلى الوقوف على تداعيات هذه الزيارة على العلاقات الصينية-الأمريكية.

السياق العام لزيارة بيلوسي إلى تايوان

جاء الجدل حول زيارة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايبيه في ظل سياق عام بلغ فيه التوتر بين الجانبين ذروته. فالأمر لم يعد مرتبطاً بقضية دون غيرها، وإنما يرتبط بمجمل الرؤية الاستراتيجية وتحديد مصادر تهديد الأمن القومي والدور العالمي.

الطرح الأمريكي: لقد كان الجانب الأمريكي شديد الوضوح في تلك القضايا. فالصين من وجهة نظر واشنطن أكبر تهديد للنظام الدولي القائم على القيم، بحكم ما تمتلكه من قدرات سياسية واقتصادية وعسكرية وتكنولوجية. ومن ثم فإن واشنطن عازمة على تغيير البيئة الاستراتيجية المحيطة بالصين عبر تحركات تتضمن تعاقدات وتحالفات جديدة وتمتين ما هو قديم في ظل استراتيجية واضحة عنوانها المحيطين الهندي والهادي "الإندوباسفيك" وليس آسيا والمحيط الهادي كما كان من قبل[1].

وهنا يمكن إدراج "أوكوس" و"كواد"، و"الإطار الاقتصادي"، ناهيك عن الكثافة في الانتقادات الأمريكية للسلوك الصيني الخارجي، سواء في جوارها الإقليمي القريب مثل بحر الصين الجنوبي، أو البعيد نسبياً في جنوبي المحيط الهادئ، فضلاً عن التحذيرات الأمريكية من التقارب أكثر مع روسيا، ومعاونتها في حربها في أوكرانيا[2]. كما أن التحركات الاقتصادية الصينية في شتى أرجاء العالم موضع نقد أمريكي يتمحور معظمه حول ما تسميه "فخ الديون الصينية". وقد جاءت حالة سيريلانكا لتقدمها الولايات المتحدة كنموذج حي على ما ظلت تحذر منه لسنوات[3]. كما أن السياسة الداخلية الصينية في قضايا كثيرة لم تسلم من النقد الممنهج ومن بينها قضايا حقوق الإنسان، سواء بشكل عام أو في كل من هونج كونج وسينكيانج.

المنظور الصيني: الصين بطبيعة الحال لا تقف صامتة أمام هذا الطرح الأمريكي. وتنطلق من أن الولايات المتحدة تتدخل في شئونها الداخلية وتنتهك سيادتها. ليس فقط فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، وإنما عندما تثير قضية تايوان، حيث ترى بكين أن تايوان جزء لا يتجزأ منها، وأن العالم كله أقر بسياسة الصين الواحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة، وأن لتلك السياسة مقتضيات لابد من الالتزام بها[4]. أما بخصوص باقي القضايا فإن النهج الصيني يسير في مسارين متلازمين: الأول يعتمد على تفنيد ما تروجه الولايات المتحدة. والثاني تقديم الرؤية الصينية الصحيحة. ويكفي هنا ذكر ما تقوله الصين بخصوص السعي الأمريكي للهيمنة، والعودة للتصرف بعقلية الحرب الباردة، والمباراة الصفرية، والرؤية الانتقائية في التعامل مع الدول، وازدواجية المعايير، والإطاحة بالاتفاقيات الدولية.

وأما عن الرؤية الصينية غير المشوهة، فإنها تتحدث عن صعود سلمي يستفيد منه الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة ذاتها، وسعي للتعامل مع التحديات العالمية المتزايدة بروح التعاون، مثل جائحة كورونا والتغيرات المناخية وسلاسل التوريد. كما أنها تهدف إلى تأسيس نظام أمني عالمي شامل، وتحترم سيادة الدول ووحدة أراضيها ولا تتدخل في شئونها الداخلية، ولا تدخل في تحالفات، ولا تفرض عقوبات أحادية، وتسعى لحل الخلافات بالطرق السلمية، وأنها حريصة على النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة وميثاقها[5].

إذن، ففي سياق تنافس استراتيجي شامل، ومعارك دبلوماسية مفتوحة، جاء هذا الجدل حول زيارة بيلوسي لتايوان. وإذا كان نيوت جينجرتش رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق والذي أثارت زيارته إلى تايوان منذ ربع قرن قد اعتبر في ذلك الوقت أن الصين لن تصبح قوة عظمى عالمية وإنما ستكون قوى عظمى إقليمية، فإن وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكن قالها صراحة: "الصين قوة عالمية ذات نفوذ وتأثير وطموح غير عادي"[6].

إذن، فقد حدثت تطورات كثيرة ومتلاحقة طوال هذه السنوات. وبالنسبة لقضية تايوان، فحتى ما قبل زيارة بيلوسي، كان جينجرتش هو المسئول الأمريكي الأعلى الذي زار تايوان،وقد كان على رأس المحرضين لإتمام زيارة بيلوسي[7]. لكن الأمر بالنسبة لتلك القضية لا يرتبط فقط بالزيارات ومستوياتها. فقد كان الرئيس دونالد ترامب واضحاً عندما لوح بورقة تايوان ضمن خلافاته مع الصين، ثم جاء الرئيس بايدن ليثير تساؤلات كثيرة حول ما عرف بسياسة الغموض الاستراتيجي الأمريكية تجاه تايوان عبر تصريح خاص بالدفاع عنها في حال تعرضها لهجوم صيني[8]. ورغم كل المحاولات الأمريكية لشرح وتوضيح استمرارية الموقف الأمريكي على حاله بخصوص السياسة الأمريكية تجاه تايوان، فإن الريبة الصينية تتزايد في ظل هذه المؤشرات وغيرها. ومن ضمن هذه المؤشرات زيارات لمشرعين أمريكيين، ومسئولين سابقين، والاستمرار في تزويد تايوان بالسلاح.

الموقف الأمريكي بين الصمت والإفصاح

على عكس الوضوح الأمريكي فيما يتعلق بالمنافسة الاستراتيجية مع الصين، جاء الموقف الأمريكي غامضاً من التسريبات الخاصة بزيارة بيلوسي إلى تايوان إلى أن تمت الزيارة. وعندما تمت الزيارة جاءت رسائلها واضحة لا لبس فيها.

1- صمت وغموض: مجلس النواب ورئيسته لم يصدر عنهما أي تصريحات رسمية فيما يتعلق بتلك الزيارة، كما لم ترصد تعليقات لهما على ذلك. بل إن الجولة بالكامل لم يعلن عنها إلا متأخراً. وعندما سُئِلت بيلوسي عن ذلك، أكدت أن الأمر عائد إلى اعتبارات أمنية[9]. قد يقال إن ذلك وضوح وليس غموضاً. فلم تصرح بيلوسي بأنها ستزور تايوان، والبيان الرسمي بخصوص الجولة لم يتضمن تايوان أيضاً. وقد يكون ذلك لا غبار عليه، وصحيح. لكن في المقابل لماذا لم يصدر عن بيلوسي نفي لتلك الزيارة إذا كان الوضوح هو الأساس؟. قد يقال إن المسئولة الأمريكية في حِل من أن تنفي أمراً لم تعلن عنه أساساً. وقد يكون هذا صحيح أيضاً. لكن عندما استمر طرح الأمر إعلامياً بكثافة، وتوالت التعليقات الصينية الرسمية،لم يكن ممكناً أن يتم وصف ما يصدر عن المسئولين الأمريكيين بهذا الخصوص إلا بالغموض. فمن قائل بأنه لا يوجد إعلان رسمي بالزيارة، ومن قائل بأن الأمر عائد إلى بيلوسي. أي أنه يمكنها أن تقرر القيام بالزيارة من عدمه. لكن هل يمكن تصور عدم وجود تنسيق بين بيلوسي وباقي المسئولين الأمريكيين في المؤسسات التنفيذية الأخرى، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية وحتى وزارة الدفاع. فهل يمكن تخيل أن تقوم المسئولة الأمريكية بزيارة تايوان دون أن تخبر تلك الجهات مسبقاً بتلك الزيارة، حتى وإن لم تكن معلنة، أو مفاجئة وهي التي تحدثت عن الاعتبارات الأمنية كسبب لتأخر الإعلان عن الجولة كلها. فحتى لو تمت الزيارة دون أن تكون مدرجة في الجدول المعلن للجولة، فلاشك أن تلك الجهات على علم، على الأقل، باحتمالية حدوثها، ومن ثم فإن لديها سيناريوهات بخصوص ترتيباتها. وكم من مرة تفاجأ العالم بزيارات لمسئولين أمريكيين بما فيهم الرئيس لأماكن لم يعلن عنها من قبل. هذا الغموض أدى كما تقول التقارير الصحفية إلى تحول الطائرة التي تقل بيلوسي إلى الهدف الأكثر تتبعاً في العالم[10].

2- رسائل فصيحة واضحة: ومع التتبع الكثيف للطائرة التي حطت بالفعل في تايوان، تحول الصمت والغموض إلى فصاحة ووضوح عكستهما كلمات نانسي بيلوسي والبيان الصادر باسمها والوفد المرافق حول الزيارة. والتي يمكن تلخيص الرسائل التي تضمنتها على النحو التالي[11]:

- زيارة تايوان جزء من جولة الوفد الذي ترأسه في منطقة المحيطين الهندي والهادي، والتي تضم كلاً من سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان.

- هذه الجولة تصب في إطار الاستراتيجية الأمريكية الأشمل في المنطقة التي صاغتها إدارة الرئيس بايدن وتعمل على تنفيذ بنودها.

- هناك ثلاثة أمور رئيسية تحكم هذه الجولة. وهي الأمن والاقتصاد والحوكمة.

- كيل المديح للتجربة التايوانية على صعيدي الاقتصاد والحوكمة، فالمنجزات الاقتصادية في تايوان يعرفها القاصي والداني، والديمقراطية التايوانية واحدة من أكثر الديمقراطيات انفتاحاً وحرية في العالم. وقد وصل الأمر ببيلوسي إلى القول: "لقد جئنا إلى هنا لكي نستمع ولكي نتعلم"

- اعتبار تجربة تايوان في التعامل مع جائحة كورونا بمثابة النموذج.

- من بين أسباب التضامن الأمريكي مع "الشعب" التايواني البالغ تعداده 23 مليون نسمة أن العالم في مرحلة اختيار بين الديمقراطية والأوتوقراطية.

- التحدث عن تايوان بصيغة "الشريك" و"الصديق" والحديث عن "مصالح مشتركة".

- أن الزيارة واحدة من زيارات عديدة يقوم بها أعضاء من الكونجرس على مدار سنوات، وأنها لا تتعارض مع السياسة الأمريكية التي يحكمها قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة مع الصين والضمانات الستة.

- أن هناك توحداً بين الديمقراطيين والجمهوريين، وبين مجلسي الشيوخ والنواب، في دعم تايوان، وأن الالتزام تجاه تايوان لن يتم التخلي عنه.

واضح أن هذه الرسائل ليست لتايوان فقط، وإنما هي للصين أيضاً، ومن ثم يمكن توقع كيف سيكون الرد الصيني عليها.

الموقف الصيني بين الوضوح والحسم

الوضوح والحسم كانا صفتين أساسيتين للخطاب الصيني حول زيارة بيلوسي والوفد المرافق لها منذ كان الأمر في حيز التكهنات، وبعدما أصبحت الزيارة أمراً واقعاً. فما هي أبرز عناصر هذا الموقف الصيني؟.

1- مرحلة ما قبل الزيارة: منذ اليوم الأول الذي عقَّبت فيه الصين على التسريبات الخاصة بالزيارة وتحديداً يوم التاسع عشر من شهر يوليو الماضي (2022) لخصت الخارجية الصينية الموقف في أربعة نقاط رئيسية[12]:

- المعارضة الشديدة لأي نوع من التفاعلات الرسمية بين الولايات المتحدة الأمريكية ومنطقة تايوان. بطبيعة الحال هذه المعارضة لا تقتصر على الولايات المتحدة، وإنما هي مبدأ عام يشمل جميع الدول، وكل المنظمات الدولية أيضاً. ومعلوم كيف أن الصين ما زالت مستمرة في جهودها مع الدول القليلة التي تقيم علاقات مع تايوان حتى تثنيها عن تلك العلاقات على الرغم من أنها دول صغيرة، ولا وزن لها تقريباً على الساحة الدولية. لكن المبدأ الصيني واضح في هذا السياق، ويقوم على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، ولا توجد إلا صين واحدة، والوحدة الصينية آتية لا محالة.

- الكونجرس الأمريكي هو جزء من الحكومة الأمريكية، ومن المفترض أنه يلتزم بسياسة الصين الواحدة التي تقر بها الولايات المتحدة. وقد جاءت ردود الخارجية الصينية على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قبل يوم واحد من الزيارة عندما أشار إلى مسألة استقلالية الكونجرس كدائرة حكومية وأن القرار لرئيسة مجلس النواب حاداً، إذ أن الخارجية الصينية وصفت ما ذكره بأنه "كذب محض"، خاصة وأنه لم يكتف بذلك بل ذهب إلى أنه في حال تمت الزيارة وخلقت الصين أزمة بخصوصها وقامت بأعمال تصعيدية فإنها ستتحمل مسئولية ذلك. ولم تكتف الخارجية الصينية بذلك بل ذهبت إلى أن ذلك يدلل على "عقلية الهيمنة ومنطق رجال العصابات لبعض الأشخاص في الولايات المتحدة، اللذين يتلخصان في أنه يمكنني استفزازك متى شئت، لكن لا يمكنك معارضة ذلك أو الدفاع عن نفسك". وفي رؤية بكين، فإن "رئيسة مجلس النواب الأمريكي ثالث أعلى مسئول في الحكومة الأمريكية. وليس معقولاً بأي حال أن يكون من غير الرسمي قيام رئيسة مجلس النواب بزيارة تايوان على متن طائرة عسكرية أمريكية". وبهذه الكلمات الواضحة تحدثت هوا تشوا بينج المتحدثة باسم الخارجية الصينية، مضيفة أن "ما اعتبر أخطاء سابقة لا ينبغي تكرارها"، في إشارة إلى الزيارات السابقة من قبل مسئولين أمريكيين بما فيهم أعضاء من الكونجرس إلى تايوان[13].

- في حال قامت بيلوسي بزيارة تايوان، فإن ذلك سيعد انتهاكاً صارخاً لمبدأ الصين الواحدة ومقتضيات البيانات الصينية-الأمريكية الثلاثة، وخرقاً لسيادة الصين ووحدة أراضيها. وتذهب الصين إلى أن التصرفات الأمريكية تخالف الأقوال فيما يتعلق بمبدأ الصين الواحدة، خاصة ما يتعلق بمستويات الاتصال بين المسئولين الأمريكيين والتايوانيين، وكذلك مبيعات الأسلحة إلى تايوان.

- الزيارة إذا تمت فإنه سيترتب عليها آثار سلبية فيما يخص الأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية، وفي نفس الوقت فإنها توجه رسائل سلبية للقوى الاستقلالية في تايوان، ويعد تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية الصينية.

وفيما بعد أضيفت نقاط أخرى لها من قبيل الاستعداد الصيني لكل الاحتمالات، بما في ذلك استعدادت الجيش الصيني لاتخاذ إجراءات مضادة للحفاظ على سيادة الصين ووحدة أراضيها. وكذلك التحذير من اللعب بالنار في هذا الملف[14].

2- مرحلة ما بعد الزيارة: على ضوء الموقف الصيني قبل الزيارة، يمكن توقع كيف جاء الرد الصيني على الزيارة. وقبل تناول عناصر هذا الرد يلاحظ أن الموقف الصيني استمر على وضوحه وحسمه وتناغمه بين مختلف المستويات والمؤسسات.

ويمكن تلخيص عناصر هذا الرد على النحو التالي:

- الاحتجاج والاعتراض بشدة على الزيارة عبر القنوات الرسمية، حيث تم استدعاء السفير الأمريكي في بكين إلى وزارة الخارجية الصينية. وبطبيعة الحال، أوضح له نائب وزير الخارجية كل جوانب الموقف الصيني السابق الإشارة إليها، معتبراً أن الحكومة الأمريكية كان بإمكانها منع الزيارة، لكن تساهلها أدى إلى إتمامها، وأن هذه الزيارة "فادحة للغاية في طبيعتها ونتائجها خطيرة للغاية"، حيث أنها ستؤدي إلى تصعيد التوتر عبر مضيق تايوان، وتقوض العلاقات مع واشنطن "بشكل خطير" [15]. وقد ذهب وزير الخارجية الصيني إلى اعتبار واشنطن أكبر مدمر للسلام  عبر مضيق تايوان وللاستقرار الإقليمي بفضل أفعالها، وأن الصين وإن كانت تسعى إلى التعايش السلمي والتنمية المفيدة للجميع، إلا أنها لن تسمح لأي دولة بتهديد استقرارها وتنميتها[16].

- تحميل الولايات المتحدة المسئولية كاملة حول تداعيات الزيارة، خاصة وأنها قد تحدت ليس فقط الإرادة الصينية التي يمثلها حوالي واحد ونصف مليار صيني، وإنما تحدت كذلك الإجماع الدولي حول هذه القضية. ففي الوقت الذي تقيم فيه مائة وواحد وثمانون دولة علاقات مع الصين استناداً إلى مبدأ الصين الواحدة، تحاول الولايات المتحدة "تحوير وتشويه" هذا المبدأ، و"إفراغه من مضمونه"، وتعزز تبادلالتها الرسمية مع تايوان، وتشجع الأنشطة الانفصالية. وكل هذا "لعب بالنار بالغ الخطورة، وإن من يلعب بالنار سيحترق بها"، وفقاً للرؤية الصينية[17].

- على الولايات المتحدة عدم مواصلة السير في "الطريق الخطأ"،ومعالجة أخطائها، وأن تتخذ "تدابير عملية لإبطال الآثار السلبية الناجمة عن الزيارة[18]. إذ أن اللعب بورقة تايوان غير مجدٍ، واستخدامها تايوان لاحتواء الصين يجب أن يتوقف تماماً. وعلى ذكر الأخطاء، فقد قالها وزير الخارجية الصيني وانج يي صريحة بأن محاولة التقليل من شأن زيارة بيلوسي بحجة أن هناك زيارة سابقة لرئيس مجلس النواب الأمريكي لا يمكن الاعتداد بها، فالأخطاء السابقة لا يمكن اتخاذها كمبرر لتكرار الأخطاء ذاتها[19].

- انطلاقاً من أن "قضية تايوان أكثر القضايا أهمية وجوهرية وحساسية فيما يخص العلاقات الصينية-الأمريكية"، وعلى ضوء الزيارة، فإن الصين "ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية بالتأكيد، وستحمي بحزم سيادتها وسلامة أراضيها"[20]. وقد أعلن الجيش الصيني عقب الزيارة أنه "في حالة تأهب قصوى وسيتخذ سلسلة من العمليات العسكرية المحددة رداً على ذلك من أجل حماية سيادة الصين وسلامة أراضيها بحزم وإحباط تدخل القوى الخارجية والمخططات الانفصالية". وفي إجراء تنفيذي أعلنت قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني إطلاق مناورات حول جزيرة تايوان[21].

- إلى جانب الإجراءات العسكرية والتي تحمل رسالة لكل من واشنطن وتايبيه، فقد اتخذت السلطات الصينية بعض الإجراءات العقابية والتقييدية، حيث تم الإعلان عن فرض عقوبات على بعض المنظمات ذات الصلة بما أطلق عليه "العناصر المتشددة" التي تسعى إلى استقلال تايوان، والتي تتخذ من "الديمقراطية والتعاون والتنمية" ستاراً لتنفيذ أنشطة انفصالية على حد وصف ما شياو قوانج المتحدث باسم مكتب شئون تايوان بمجلس الدولة الصيني. وقد شملت هذه العقوبات منع تلك المنظمات من "التعاون مع منظمات أوشركات أو أفراد في البر الرئيسي". ومن ثم، فإن من يخالف ذلك سوف يعاقب أيضاً. كما تم تعليق تصدير الرمال الطبيعية إلى تايوان، وتعليق دخول بعض بعض الفواكه والأسماك من تايوان[22].

تداعيات الزيارة

من الواضح أن الزيارة قد ألقت بظلال ضبابية على علاقات واشنطن ببكين قبل إتمامها وبعدما تمت، حيث تحول هذا الضباب إلى غيوم بعضها قاتم. ولعل ما ذكر حول رد الفعل الصيني يوضح مدى الغضب مما حدث. لكن شتان بين الغضب والتهور. فالصين تتحدث عن إجراءت محددة حتى على الصعيد العسكري. وهذا يعني بكل صراحة أن ما قد يذهب إليه البعض من أن الصين سوف تقدم على ضم تايوان بالقوة رداً على زيارة بيلوسي محض تغريد بعيد تماماً عن فلسفة واستراتيجية الصين سواء في تعاملها مع العالم الخارجي إجمالاً أو الولايات المتحدة تحديداً، ناهيك عن إدارتها لملف تايوان.

على المدى القصير،ستتبنى الصين سياسة أكثر تشدداً. وقد أعلنت عن بعض الإجراءات بالفعل. وعلى الأغلب فإن الولايات المتحدة سوف تعمل على امتصاص الغضب الصيني، ولن تقدم على إجراءات استفزازية إضافية في هذا الوقت.

على الأغلب سوف تتأثر العلاقات السياسية من ناحية اللقاءت الثنائية، سواء المباشرة أو عبر الأثير في المدى القصير أيضاً على خلفية الزيارة. فعلى الرغم من المستوى العالي من الشد والجذب بين الجانبين في الشهور الأخيرة، إلا أن الحرص كان متبادلاً على استمرار اللقاءات الثنائية، بما في ذلك المستوى الرئاسي. إذ تحادث الرئيسان بايدن وشي خمس مرات منذ تولي الأول السلطة، آخرها كان قبل خمسة أيام من زيارة بيلوسي. وهناك لقاءات متواصلة بين وزيري الخارجية، وبين مسئولي الأمن القومي في الجانبين تمت كذلك[23].

مثل هذه اللقاءات وخاصة على المستويات العليا من الممكن أن يتأجل المقرر منها، ومن الممكن أن يلغى بعضها. وقد يعلن عن ذلك وقد لا يعلن. لكن على المدى المتوسط والبعيد على الأرجح ستعود تلك اللقاءات نظراً لمجموعة من الاعتبارات من بينها الإدراك المتبادل لأهمية التواصل السياسي بين الجانبين. فرغم كل التوصيفات التي ساقتها الولايات المتحدة حيال الصين، إلا أنها ترى أن هناك أهمية بالغة للتواصل أو ما أسماه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بـ"الدبلوماسية المكثفة" حتى في ظل "المنافسة الشديدة" مع الصين حتى لا يقع ما هو أسوأ من الصراع المقصود، وهو "الصراع غير المقصود" ناسباً ذلك إلى رئيسه بايدن[24].

وعلى الجانب الصيني، وعلى الرغم من كل هذا الحسم في التعامل مع زيارة بيلوسي إلى تايوان، إلا أن الباب لم يغلق في وجه الحوار. ففي هذا الخضم تحدثت الصين صراحة عن تجنب المواجهة، والتعايش السلمي، والاحترام المتبادل، والتعاون الذي يعود بالمنفعة على الجانبين انطلاقاً من كونهما دولتين كبيرتين[25].

كلا الجانبين يدرك أن هناك قضايا خلافية تتزايد مع الوقت. لكن كلاهما أيضاً يدرك أن هناك قضايا تعاونية ما زالت مفيدة للجانبين، حتى وإن طالها خلاف من وقت إلى آخر. ناهيك عن حجم التحديات الدولية التي تفرض على الجانبين التعاون حتى لو على مضض. ومن ثم، فإن احتمالية أن تتخذ الصين إجراءات تمس العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة تبدو قليلة نظراً لأنها قد تكون الخاسر الأكبر. لكنها سترد بقوة كما اعتادت في السنوات الأخيرة في حال أقدمت الولايات المتحدة على تصرفات من هذا القبيل رداً على سلوكيات صينية في قضايا أخرى. وقد كانت الصين واضحة عندما فرض عليها ترامب قيوداً تجارية، حيث قالت إنها لا تريد الحرب التجارية لكن إذا فرضت عليها فسوف تخوضها وبمنطق الند للند[26].

بعيداً عن الجوانب الاقتصادية، ستبقى المناورات التي يقوم بها كلا الطرفين ملفاً مفتوحاً، سواء بشكل منفرد أو مع أطراف أخرى. فمن غير المستبعد الإعلان عن مناورات روسية-صينية لم تكن مقررة سلفاً. وبالنسبة لمناورات الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة فإنها متواصلة. وعلى الأغلب سيوجه الطرفان رسائل متبادلة عبر هذه المناورات دون الدفع باتجاه حدوث أزمات ساخنة جراء انتهاكات لمجال جوي أو مياه إقليمية أو حدوث تصادم أو اشتباكات. فالجميع يدرك مدى خطورة ذلك. وليس أدل على ذلك من وقوف الولايات المتحدة وحلفائها عند حد معين في تسليح أوكرانيا حتى تظل روسيا ملتزمة بحدود أيضاً.

على المدى المتوسط، وما لم تحدث أمور على مستوى زيارة بيلوسي إلى تايوان، فإن حالة من التبريد ستطال العلاقات الأمريكية-الصينية، وستعود اللقاءات تدريجياً، بما في ذلك مستوياتها العليا في ظل المعادلات التي باتت تحكم هذه العلاقات، والتي بات من بين عناصرها الشك المتبادل. وفي ظل هكذا معادلات فإن كل الاحتمالات تظل واردة على المدى البعيد.

زيارة بيلوسي إلى تايوان إذن ليست مجرد زوبعة في فنجان العلاقات الأمريكية-الصينية، لكنها في ذات الوقت ليست مجرد حادث عارض، ولا يمكن أن تقرأ بمعزل عن الصورة العامة للعلاقات الأمريكية-الصينية، ولا عن مجمل تطورات قضية تايوان ضمن هذه العلاقات. ويبقى السؤال مطروحاً: هل سيأتي اليوم الذي ستكون فيه قضية تايوان مفجراً لصراع مسلح بين واشنطن وبكين، أم أن الطرفين لن يسمحا أبداً بحدوث ذلك الأمر؟.

خاتمة:

قضية زيارة وفد الكونجرس الأمريكي بقيادة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان أظهرت مجموعة من الأمور حول نمط إدارة كل من الولايات المتحدة والصين لسياساتهما الخارجية. فعلى الجانب الصيني، برزت عناصر الوضوح والتحديد. وعلى الجانب الأمريكي برزت عناصر الغموض والمراوغة. صفتا السلوك الصيني تزيد من احتمالية مصداقية التنبؤات بخصوص مستقبل هذا السلوك. وعلى العكس من ذلك بالنسبة للسلوك الأمريكي.

لكن لا يمكن إغفال أن هناك عناصر خلف هذا الوضوح هنا والغموض هناك. لا يمكن استبعاد العامل الأيديولوجي في الحالة الصينية. فلا يمكن تصور تصريحات فيها تباين بين أي من المؤسسات المعنية بالسياسة الخارجية، وهذا ما اتضح في الأزمة الأخيرة. بينما حدث شيء مختلف إلى حد ما على الجانب الأمريكي.

لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أن مؤسسات صنع القرار في النظام الأمريكي لا تلتزم بخط عام واستراتيجية لا يمكن الخروج عليها. وإنما قد ينظر إلى ذلك من باب مرونة تسمح بمناورات هنا أو هناك. كما أن المقصود بالعامل الأيديولوجي على الجانب الصيني وجود أيديولوجية يقوم عليها حزب يحرص على تنفيذها بكل السبل. وهنا نقطتان: أولاهما، أنه لابد من التفرقة بين الأيديولوجية الحاكمة ونمط صنع القرار في الصين والطابع الأيديولوجي للسياسة الخارجية الصينية. فقد تراجعت كثيراً الاعتبارات الأيديولوجية في السياسة الخارجية الصينية منذ عقود، وباتت البرجماتية حاكمة في تلك السياسة. وثانيتهما، أنه في المقابل وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تنتقد كثيراً الصين من هذه الناحية الأيديولوجية، فإن السياسة الخارجية الأمريكية مشبعة بالانحيازات الأيديولوجية. ويمكن الحديث عن قضايا كثيرة على هذا الصعيد من بينها التصنيفات التي تقدمها واشنطن لدول العالم، سواء على صعيد الحريات السياسية والاقتصادية، ومن ثم إضفاء صفات الديمقراطية على هذا البلد وسلبها من ذاك. ولقد كانت إشارات بيلوسي في هذا السياق واضحة عند زيارتها لتايوان.

وعلى الرغم من ذلك، فإن واشنطن قد تبالغ في الحديث عن القيم والمعايير في حالات بعينها، وتغض الطرف عنها أو لا يكون حديثها بنفس اللهجة والاستمرارية في حالات أخرى. وفي سياق هذا الموضع، فقد أشارت الصين صراحة إلى ما أسمته ازدواجية معايير أمريكية حول ما يتعلق بسيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها[27] مطالبة واشنطن بأن تطبق المعايير ذاتها حيالها، تماماً كما تطالب بالالتزام بها في حالات أخرى، بل ولا تكتف بمجرد المطالبة بالالتزام وإنما بفرض العقوبات المغلظة. وبعيداً عما تتحدث عنه الصين في سياق قضية تايوان وغيرها من القضايا التي تخصها يمكن ذكر قضايا أخرى من قبيل الانتشار النووي على سبيل المثال.

زيارة بيلوسي إلى تايوان تذكر بالحالة التي وصلت إليها العلاقات الأمريكية-الصينية في ظل ظروف تحولية في النظام الدولي. ففي قلب هذه التحولات الحرص الأمريكي على الاستمرار في قيادة النظام الدولي، ومن ثم الحيلولة دون وصول قوى أخرى إلى مرتبة القيادة. والصين ومعها روسيا وبعض الدول الأخرى تذهب إلى أن الأحادية القطبية قد انتهت بالفعل، وأن على واشنطن أن تقر بتلك التعددية. لكن كما هي العادة في تحولات النظام الدولي السابقة، فإن ذلك لم يحدث إلا من خلال صراعات مسلحة منهكة سواء كانت مباشرة أو بالوكالة أو عبر انهيار لأحد الأقطاب. فهل يتكرر الأمر في هذه الظروف التحولية؟. سريعاً ربما يقال إنه من الصعب القياس على تجارب الماضي حرفياً نظراً لاعتبارات من بينها على سبيل المثال الدرجة العالية من الاعتماد المتبادل في تلك الظروف. ونظرة على حجم العلاقات التجارية بين بكين من ناحية وكل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى توضح إلى أي مدى وصلت تلك العلاقات رغم كل هذه الخلافات. قد يقال إن ما حدث بين روسيا والغرب على خلفية الحرب الأوكرانية يمكن أن يطيح بأثر هذا العامل خاصة بعد هذه العقوبات غير المسبوقة. لكن حتى الآن لا يمكن الجزم بأن ذلك سيستمر على المدى البعيد هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فمقدار ما بين بكين وواشنطن من تفاعلات ليس كما هو الحال بين موسكو وواشنطن. ويمكن أن يضاف إلى عنصر الاعتماد المتبادل عنصر آخر يتمثل في توفر السلاح النووي الكفيل بإفناء العالم كله، بحيث لا يبقى منتصر أو مهزوم. ومن ثم فلا قطبية أحادية أو ثنائية أو تعددية.

زيارة بيلوسي إذن اختبار مهم وخطير في لحظة فارقة وخطيرة ليس فقط في سياق تحولات 01العلاقات الصينية-الأمريكية وإنما في سياق تحولات النظام الدولي برمته.

الهوامش:

[1] Antony J.Blinken, Secretary of State, The Administration’s Approach to the People’s Republic of China.Speech, The George Washigton University, Washigton,D.C. May 26,2022. https://www.state.gov/the-administrations-approach-to-the-peoples-republic-of-china/

[2] السيد صدقي عابدين، زيارة بايدن الرئاسية الأولي لآسيا .. أطروحات وتفنيدات، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مايو 2022. ص ص 3 ـ4.

https://acpss.ahram.org.eg/media/News/2022/5/28/2022-637893414469814334-981.pdf

[3] مسئول أمريكي: سريلانكا درس لمن يغريه التقارب مع الصين، سكاي نيوز عربية، 21 يوليو 2022.

https://www.skynewsarabia.com/business/1540898-

[4] السيد صدقي عابدين، مرجع سبق ذكره، ص ص 10 ـ 11.

[5] Wang Yi: U.S. view on world, China, China – U.S relations are seriously miscalibrated.May 28,2022.

https://www.fmprc.gov.cn/mfa_eng/wjb_663304/wjbz_663308/activities_663312/202205/t20220529_10694135.html

[6] حول وجهة نظر نيوت جينجرتش بهذا الخصوص راجع:

Steven Mufson, Gingrich tells China U.S. to defend Taiwan, The Washington Post, March 13, 1997.

 https://www.washingtonpost.com/archive/politics/1997/03/31/gingrich-tells-china-us-to-defend-taiwan/e6baa8f8-58fa-4119-8c0d-c936d36e9850/

وبخصوص كلمات أنتوني بلينكن راجع:

Antony J.Blinken,op,cit.

[7] Newt Gingrich, Speaker Nancy Pelosi must go to Taiwan.Julay 27, 2022.

https://www.gingrich360.com/2022/07/27/speaker-pelosi-must-go-to-taiwan/

 [8] راجع كلاً من:

محمد سعد أبوعامود، ترامب يعلن "الحرب الاقتصادية" على الصين، صحيفة الخليج الإماراتية. 2 فبراير 2017.

https://www.alkhaleej.ae/

جميل مطر، نهاية الغموض الاستراتيجي مع الصين، صحيفة الشروق المصرية، 25 مايو 2022.

https://www.shorouknews.com/columns/view.

[9] Transcript of Speaker Pelosi’s Remarks at Weekly Press Conference. July 29, 2022.

https://www.speaker.gov/newsroom/72922-5

[10] طائرة بيلوسي "الأكثر تعقباً" في العالم مع ترقب وصولها إلى تايوان، صحيفة الخليج الإماراتية، 2 أغسطس 2022.

https://www.alkhaleej.ae/2022-08-02/

[11] راجع كلاً من:

Pelosi, Congressional Delegation Statement on Visit to Taiwan, August 2,2022.

https://www.speaker.gov/newsroom/8222-2

Transcript of Pelosi Opening Remarks at Bilateral Meeting with Vice President of the Legislative Yuan of Taiwan Tsai Chi-chang, August 2, 2022.

https://www.speaker.gov/newsroom/8222-7

Transcript of Pelosi Remarks Receiving Order of Propitious Clouds With Special Grand Cordon, August 2, 2022.

https://www.speaker.gov/newsroom/8222-8

[12] Foreign Ministry Spokesperson Zhao Lijian’s Regular Press Conference on July 19, 2022.

https://www.fmprc.gov.cn/mfa_eng/xwfw_665399/s2510_665401/2511_665403/202207/t20220719_10723456.html

 [13] متحدثة: على الولايات المتحدة تحمل المسؤولية الكاملة عن تصعيد التوترات عبر مضيق تايوان، صحيفة الشعب الصينية. 3 أغسطس 2022.

http://arabic.people.com.cn/n3/2022/0803/c31664-10130444.html

[14]  راجع كلاً من:

President Xi Jinping Speaks with US President Joe Biden on Phone, July 29, 2022.

https://www.fmprc.gov.cn/eng/zxxx_662805/202207/t20220729_10729593.html

China Firmly opposes U.s. House Speaker Nancy Pelosi’s planned to Taiwan: Defense Spokesperson, July 26, 2022.

http://eng.mod.gov.cn/news/2022-07/26/content_4916547.htm

 

[15] الصين تستدعي السفير الأمريكي على خلفية زيارة بيلوسي لتايوان، صحيفة الشعب الصينية، 3 أغسطس 2022.

http://arabic.people.com.cn/n3/2022/0803/c31664-10130437.html

[16] Chinese FM makes remarks on U.S. violation of China’s sovereignty, August 3, 2022.

https://www.fmprc.gov.cn/eng/zxxx_662805/202208/t20220803_10732743.html

[17] بيان وزارة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، صحيفة الشعب الصينية، 2 أغسطس 2022.

http://arabic.people.com.cn/n3/2022/0802/c31664-10130294.html

[18] الصين تستدعي السفير الأمريكي على خلفية زيارة بيلوسي لتايوان، مرجع سبق ذكره.

[19] Chinese FM makes remarks on U.S. violation of China’s sovereignty, op,cit.

[20] بيان وزارة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، مرجع سبق ذكره.

[21]  راجع البيانين الصادرين عن وزارة الدفاع الصينية في هذا الخصوص:

المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الصينية يدلي بتصريحات حول زيار بيلوسي لتايوان، صحيفة الشعب الصينية، 3 أغسطس 2022.

http://arabic.people.com.cn/n3/2022/0803/c31664-10130466.html

قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني تطلق عمليات عسكرية مشتركة حول جزيرة تايوان، صحيفة الشعب الصينية، 3 أغسطس 2022.

http://arabic.peopledaily.com.cn/n3/2022/0803/c31664-10130463.html

[22] راجع تفاصيل تلك الإجراءات في كل من:

البر الرئيسي الصيني يعلن عن معاقبة المنظمات ذات الصلة بعناصر "استقلال تايوان" المتشددة، صحيفة الشعب الصينية، 3 أغسطس 2022.

http://arabic.peopledaily.com.cn/n3/2022/0803/c31664-10130622.html

البر الرئيس الصيني يعلق دخول بعض الفواكه ومنتجات الأسماك من تايوان، صحيفة الشعب الصينية، 3 أغسطس 2022.

http://arabic.peopledaily.com.cn/n3/2022/0803/c31664-10130616.html

[23] أضف إلى ذلك لقاء وزيري دفاع البلدين في سنغافورة في شهر يونيو 2022. حيث كانت قضية تايوان حاضرة على طاولة المفاوضات أيضا. راجع في ذلك:

Li Wei, Chinese defense minister holds talks with US counterpart in Singapore, China Military Online.

http://eng.mod.gov.cn/news/2022-06/10/content_4912693.htm

[24] Antony J.Blinken, op,cit.

[25] بيان وزارة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية، مرجع سابق.

[26] السيد صدقي عابدين، الإدارة الصينية للخلافات مع واشنطن، مجلة الشروق الإماراتية، العدد1358، 16 ـ 22/4/2018. ص ص 23 ـ25.

[27] Foreign Ministry Spokesperson Zhao Lijian’s Regular Press Conference on August 1, 2022.