د. إيمان مرعى

خبير ورئيس تحرير دورية رؤى مصرية - مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية

يعدَ رأس المال الاجتماعي أحد أهم أصناف رأس المال في العصر الحديث وأكثرها غموضاً على الإطلاق، وهو يختلف عن الصور الأخرى لرأس المال لأنه لا يوجد في الأشخاص ولا في الواقع المادي وإنما في العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، فهو مجموعة من العلاقات والروابط الاجتماعية التي يكوَنها وينضم إليها مجموعة من الأفراد في إطار بناء اجتماعي ولخدمة أهداف مشتركة، ويُعدَ تراكم هذا الصنف من رأس المال مفتاحاً لنمط جديد من التنمية هي الأكثر إنسانية واستدامة في الوقت نفسه.

وقد تعاظم استخدام مصطلح «رأس المال الاجتماعى» فى الأدبيات والاتجاهات النظرية الاجتماعية والمنظمات الدولية حيث اهتم به البنك الدولي، وأفرد له حيزا كبيرا من تحليلاته المختلفة باعتباره حجر الزاوية فى رسم السياسات الناجعة للوقاية والحد من الخسائر الناجمة عن تراكم الأزمات؛ فكلما استطاع الأفراد تطوير شبكات اجتماعية وتنظيمية كلما استطاعوا تطوير قيم وأهداف مشتركة، وكلما زادت مستويات الثقة بينهم زادت قدرتهم على العمل المشترك، ومن ثم تحقيق أهدافهم .فى هذا السياق، يناقش العدد ماهية رأس المال الاجتماعى وأبعاده وسماته، ودوره في التنمية المستدامة، إلى جانب التعرف على أثر الشبكات الاجتماعية على تكوين رأس المال الاجتماعى على اعتبار أن قوة ومتانة روابط رأس المال الاجتماعي في مجتمع ما طوق النجاة من المخاطر التي تستهدف وحدة واستقرار المجتمع، بالإضافة إلى حمايته من التفكك والتشرذم.