بسمة سعد

باحثة في العلوم السياسية

خُصص العدد (76)- ديسمبر 2020 من دورية "الملف المصري" والذي جاء تحت عنوان "اتفاق جوبا وآفاق تحقيق السلام السوداني"، لمناقشة ودراسة الظروف السياسية والاقتصادية التي دفعت الحكومة الانتقالية السودانية لاتخاذ خطوات فعلية وملموسة لبناء سودان جديد عبر توقيع اتفاق للسلام بين الحكومة الانتقالية والفصائل المسلحة، فضلاً عما تضمنه الاتفاق من فرص وما يواجهه من تحديات تعيق ترجمته على أرض الواقع، إلى جانب مناقشة تداعيات توقيع الاتفاق على الأمن الإقليمي، وإلى أي مدى مارست القوى الخارجية دوراً في دعم الاستقرار والسلام السوداني، لاسيما الدور المصري من منطلق أن السودان تُعد امتداداً لأمنها القومي.

استهل العدد بمقالة للدكتور حمدي عبد الرحمن، أستاذ العلوم السياسية بجامعتي زايد والقاهرة، جاءت تحت عنوان "اتفاق جوبا للسلام..الفرص والتحديات"، استعرض خلالها الفرص المتعددة المكتسبة جراء توقيع اتفاق جوبا للسلام السوداني، والتي يأتي من بينها؛ إعادة تشكيل الهوية الوطنية السودانية وتمكين المناطق المهمشة والأطراف، والتي تصب في مجملها نحو بناء دولة سودانية تقوم على المواطنة والعدالة والمساواة، إلى جانب مناقشة ما يواجهه الاتفاق من تحديات كبرى منها؛ غياب بعض قادة التمرد عن توقيع الاتفاق، وغموض الاتفاقية وتعقيدها في بعض بنودها.

وتحت عنوان "قراءة في اتفاق سلام جوبا وانعكاساته على الداخل السوداني"، ناقش الأستاذ صلاح خليل الباحث في الشئون الأفريقية ما شهده الداخل السوداني من تطورات عززت من إرادة الحكومة الانتقالية السودانية لإنهاء الصراعات والحروب على الرغم مما شهدته مساعي السلام من حالة شد وجذب، إلى جانب مناقشة بنود اتفاق جوبا للسلام السوداني وما تعكسه من دلالات، فضلاً عن تناول ما قدمه الاتفاق من مكتسبات سواء لطرفي الاتفاق؛ الحكومة الانتقالية، والفصائل المسلحة، أو فيما يتعلق بالصالح العام السوداني، لكن في نفس الوقت يواجه الاتفاق العديد من التحديات التي قد تعيق تنفيذه، منها؛ تصاعد تحدي التنافس بين المكونين المدني ونظيره العسكري، إلى جانب ما يشهده السودان من أزمة اقتصادية، ناهيك عن تقديم رؤية استشرافية لمستقبل الاتفاق.

وتناولت دكتورة أماني الطويل خبيرة الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مقال بعنوان "الدعم المصري لاتفاق جوبا وسُبل استمراره"، الجهود المصرية التأسيسية المبذولة خلال عام كامل بدءاً بجمع الحكومة الانتقالية السودانية والفصائل المسلحة على طاولة المفاوضات انتهاءاً بتوقيع اتفاق جوبا للسلام في أكتوبر 2020، خاصة المعنية بالصعيد الأمني، إلى جانب مناقشة الدور المصري المأمول لتنفيذ الاتفاق وتحقيق السلام والاستقرار السوداني المنشود.

وركزت دكتورة أميرة محمد عبد الحليم خبيرة الشئون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مقال بعنوان "انعكاسات اتفاق السلام على استقرار الأمن الإقليمي"، المصالح الإقليمية العائدة على دول الجوار وتحديداً دول شرق أفريقيا جراء توقيع الاتفاق، والتي يأتي من بينها؛ وقف التدفقات البشرية وعودة اللاجئين، وزيادة الفرص الاستثمارية وتعظيم المكاسب الاقتصادية بينها وبين دولتي السودان، هذا إلى جانب استعراض مصالح كل من مصر وتشاد ودول الخليج من ممارسة دور في تحقيق السلام السوداني.

وتحت عنوان" أدوار القوى الخارجية في مسارات السلام السوداني"، استعرضت الدكتورة شمسة بوشنافة أستاذ العلوم السياسية بجامعة عمار تليجي- الجزائر، أدوار القوى الخارجية المتنوعة خلال مساري السلام في جنوب السودان وفي دارفور وما اعتمدت عليه من آليات لتحقيق مصالحها في السودان، حيث ركزت على دور كل من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيجاد)، والاتحاد الافريقي، والولايات المتحدة الأمريكية، وقطر، والإمارات في دعم تلك المسارات، وما تعكسه أدوار تلك القوى الخارجية  من دلالات.