بسمة سعد

باحثة في العلوم السياسية

تناولالعدد رقم (57)- مايو 2019 من دورية "الملف المصري"، والذي جاء تحت عنوان "قضايا الشباب في مصر.. التحولات والتحديات"، أوضاع الشباب المصري على كافة المستويات؛ السياسية، والاقتصادية، والثقافية، وطبيعة التحولات التى مر بها وأحدثت تأثيرا في حجم مشاركته في المجتمع المصري، وما هي تداعياتها.

استهلت دكتورة أمل حمادة، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة، العدد بمقالة جاءت تحت عنوان "التضامن النسوي ومجموعات الفتيات على الفيس بوك"، والتى اهتمت بالجانب النسوي في  المجموعات الافتراضية، خاصةً "فيس بوك"، مع دراسة حالة لمجموعتى افتراضيتين هما؛ "الصمود بالحجاب"، و"مدمنات العناية بالشعر". وقد انقسمت المقالة لثلاث محاور رئيسية، خصصت أولها؛ لطرح إطار مفاهيمي نُوقش خلاله مفهومي الوعي النسوي، والتضامن. وتناول المحور الثاني طبيعة الخصائص المشتركة التى تجمع بين المجموعتين موضوع الدراسة.وركز المحور الثالث على طرح ما أفرزته تفاعلات واتجاهات النقاش داخل المجموعتين من قضايا، من بينها إعادة تعريف معايير الجمال، والجمع بين الدعم لعضوات المجموعتين وإقصاء المختلفات في الرأي استناداً لمركزية إدارة الصفحتين.  

وجات المقالة الثانية لرابحة سيف علام، الباحثة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تحت عنوان "الشباب وظاهرة التدين في مصر.. الانحسار وأسبابه"، والتى استهدفت تقييم حالة التدين عند الشباب، استنادا إلى دراسة ميدانية ضيقة تم خلالها إجراء مقابلات مع نحو 27 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم ما بين (20-40) عاماً. وانقسمت المقالة إلى أربعة محاور، تطرقت في أولها إلى الأنماط الثلاث الرئيسية للتدين عند الشباب باختلاف خلفياتهم الدينية، وهي النمط المستقر الذي يستقي معرفته الدينية من خطاب مؤسسة دينية رسمية أو شبة رسمية، وفئة الرحيل إلى النقيض؛ وهي الفئة التى نشأت في بيئة متدينة ومحافظة ثم تعرضت لتطور مفاجئ دفعهم للخروج من خانة التدين والإلتزام لخانة أخرى رافضة للشعائر والأوامر، ونمط الفئة الحائرة التى مازالت تبحث عن خالق.وتطرق المقال في المحور الثاني لموقف الأنماط الثلاثة من الخطاب الدينى. وتناول المحور الرابع اختبار مدى وحجم إيمان الفئات الشبابية الثلاث بوجود خالق مع انتشار الظلم والفوضى والقهر في العالم.

وجاءت المقالة الثالثة لبهاء محمود، الباحث المساعد بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، تحت عنوان" الشباب وتحولات الثقافة الشعبية" والتى تناولت حجم التطور والتحول في الثقافة الشبابية في مصر، وحجم الارتباط بينها وبين الثقافة الشعبية السائدة، وذلك في محاور ثلاث رئيسية، خصص أولها؛ للتعريف بمفهوم ثقافة الشباب والوظائف الأساسية لتلك الثقافية، بينما تناول المحور الثاني أسباب انصراف الشباب عن ثقافة النخبة. وتناول المحور الثالث أنماط الثقافة الشعبية التى لاقت قبولاً لدى الشباب والمتمثلة في أغاني المهرجانات، وسينما العشوائيات أو سينما فتوات المناطق العشوائية، وتجربة الفن الميداني.

وفي مقالة جاءت تحت عنوان" الشباب وأزمة تضخم سوق العمل غير الرسمي في مصر" تناول مصطفى كمال، الباحث المساعد في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، طبيعة العلاقة بين الشباب وسوق العمل غير الرسمي، لاسيما في ظل التزايد الملحوظ في نمو القطاع غير الرسمي لسوق العمل المصري، وهو ما تم تناوله في أربع محاور رئيسية، خصص أولها؛ لدراسة الإشكاليات البحثية الخاصة بدراسة كل من الاقتصاد غير الرسمي، وسوق العمل غير الرسمي، والشباب. وتناول المحور الثاني العوامل التي أدت لتضخم سوق العمل غير الرسمي في مصر، بينما تطرق في المحور الثالث لطبيعة المخاطر والآثار السلبية الناتجة عن تضخم الاقتصاد غير الرسمي. وطرح المحور الرابع عدة آليات وسُبل للحد من تضخم سوق العمل غير الرسمي بين فئة الشباب.

وفي مقالة جاءت تحت عنوان" المبادرات الرسمية كآلية لإدماج الشباب في المجال العام"، تناول الباحث المتخصص في دراسات الشباب يوسف ورداني ملامح الاهتمام الرئاسي بفئة الشباب، وأبرز المبادرات التى تبنتها الدولة، وأفرزها المناخ العام المصاحب لها، مع محاولة تقييم مدى فعاليتها، وتقديم مقترحات بشأن الآليات، والخطوات اللازمة في الفترة القادمة لتفعيل تلك الجهود، والحد من أوجة القصور؛ حيث خصص المحور الأول لعرض أبرز ملامح الاهتمام الرئاسي بفئة الشباب المصري. وتناول المحور الثاني أبرز المبادرات الرئاسية مثل؛ المؤتمرات الدورية للشباب، والبرنامج الرئاسي لتدريب الشباب على القيادة، بينما ركز المحور الثالث على التعريف بالبرنامج الرئاسي لتنمية المحافظات الحدودية الذي أطلقه الرئيس في عام 2015 وما مر به من مراحل وخطوات. وتناول المحور الرابع تقييم فعالية المبادرات الرئاسية  وُسبل دعمها.            

وفي مقالة جاءت تحت عنوان" الشباب والعمل السياسي بعد 30 يونيو"، طرح أحمد خير، الباحث في علم الاجتماع السياسي والحركات الاجتماعية، قراءة لمعدلات المشاركة السياسية للشباب بعد 30 يونيو من خلال محاور رئيسية أربع، خصص أولها؛ لتناول الأطر والأدوات المختلفة للمشاركة السياسية للشباب قبل وبعد 30 يونيو، بينما تطرق المحور الثاني لتناول أسباب عزوف الشباب عن العمل السياسي بعد 30 يونيو. وفي المحور الثالث ركز على قياس حدود التغيير في المشاركة الشبابية قبل وبعد 30 يونيو، من خلال الانخراط في عدد من الاستحقاقات التصويتية مثل؛ انتخابات البرلمان، وانتخابات الاتحادات الطلابية التى تعطي مؤشراً على انخراطهم في المجال العام السياسي على المستوى الوطنى، وكذلك على مستوى مؤسسات التعليم العالي.

وتطرق في المحور الرابع لحجم المشاركة السياسية للشباب في المجتمع والتى تأتى في ظل العديد من التطورات المتقدمة التى انتهجتها الدولة عقب 30 يونيو، مثل تخصيص ربع مقاعد المجالس المحلية للشباب، والكوتة التشريعية في قانون انتخاب مجلس النواب لحصة الشباب على القوائم الأربع المغلقة عقب 30 يونيو، إلا أن تمثيل الشباب في العمل السياسي لا يأتى فقط من خلال تخصيص نسب لتمثيلهم بقدر ما تكون من خلال وجود ممثلين منتخبين يعبرون عن طموحات الشباب.