تبدو إيران مقبلة على استحقاقات داخلية مهمة سوف يكون لها تأثير بارز على التحولات السياسية التي ستشهدها سواء على مستوى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو على صعيد التفاعلات التي تشهدها الساحة الداخلية بين تيار المعتدلين وتيار المحافظين الأصوليين.
إذ لم تعد التفاعلات بين هذين التيارين تجري بمعزل عن الضغوط الدولية والإقليمية التي تتعرض لها إيران، بسبب السياسة التي تتبناها إزاء الملفات الإقليمية المختلفة فضلا عن التصعيد المستمر في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسعى المحافظون الأصوليون إلى استغلال هذه الضغوط من أجل إقصاء المعتدلين من السلطة على غرار ما حدث مع الإصلاحيين قبل ذلك، في حين يبذل المعتدلون جهوداً حثيثة لاستثمار الاتفاق النووي بهدف تكريس نفوذهم داخل مؤسسات النظام.
كما لم يتم حسم ملف خلافة المرشد خامنئي حتى الآن رغم كل الجدل الذي شهدته إيران خلال المرحلة الماضية، وهو ملف ازدادت أهميته في ضوء تصاعد حدة الصراع بين القوى السياسية والمؤسسات الرئيسية في النظام على المشاركة في عملية الاختيار، التي سيكون لها تأثير ليس فقط على موقع تلك القوى والمؤسسات، وإنما أيضاً على السياسة الخارجية الإيرانية خلال المرحلة القادمة.