ملفات - الدروس المستفادة من الحرب الإسرائيلية-الإيرانية‬‬‬‬‬‬
PDF
الافتتاحية

ربما يمكن القول إن الجولة الأولى من الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران خلال الفترة من 13 إلى 24 يونيو 2025 قد انتهت، لكن قد تتبعها جولات أخرى. فالخلافات العالقة بين الأطراف الثلاثة الرئيسية المنخرطة في تلك الحرب وهى: إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ليست هامشية ولا يمكن تسويتها بسهولة. ومن دون شك، فإن ما يزيد من احتمال تجدد تلك الحرب مرة أخرى هو أن الأهداف التي اندلعت من أجلها لم تتحقق بالكامل.

إذ فشلت إسرائيل في استحصال النتائج التي تصورت أنها ستجنيها في أعقاب الضربة الافتتاحية القوية التي وجهتها إلى إيران عندما اغتالت القيادات العسكرية الرئيسية في الحرس الثوري والجيش، وبعض العلماء النوويين. كما أنها لم تستطع 'تحييد' البرنامجين النووي والصاروخي، على نحو بدا جلياً في الضربات الصاروخية المؤثرة التي تعرضت لها من جانب إيران، والتي لم تكن خسائرها على الأرض معهودة بالنسبة لها منذ عام 1948.

فضلاً عن ذلك، لم تحقق الولايات المتحدة الأمريكية بدورها الأهداف المرجوة من شن هجمات عسكرية ضد المفاعلات النووية الثلاثة: فوردو وأصفهان ونطنز، بدليل سعيها إلى إجراء مفاوضات جديدة مع إيران خلال المرحلة القادمة. فالتفاوض مع الأخيرة معناه أن لديها ما تتفاوض بشأنه وتعقد صفقة حوله. إلى جانب إصرارها على تأكيد نجاحها في نقل المواد النووية – اليورانيوم المخصب – من المفاعلات المستهدفة إلى منشآت أخرى لم تعلن عنها.

من هنا، تبقى العودة إلى الخيار العسكري محتملة لكنها مؤجلة، إلى حين استشراف النتائج النهائية للضربات العسكرية التي تعرضت لها المنشآت النووية الإيرانية، فضلاً عن استيضاح المسارات التي يمكن أن تتجه إليها المفاوضات المحتملة التي قد تجري بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية حول 'ما تبقى' من البرنامج النووي الإيراني.

وإلى حين الوصول إلى هذه المرحلة، يبقى من المهم استيعاب دروس الجولة الأولى من الحرب بين الأطراف الثلاثة.

د. محمد عباس ناجي

رئيس تحرير الموقع الإلكتروني - خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

لتحميل الملف كاملا اضغط هنا