قراءة أولية لبرنامجى السيسى وحمدين
2016-12-21
تابع الندوة: حازم عمر

نظم برنامج النظام السياسى المصرى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ندوة بعنوان "قراءة مقارنة فى برنامجى المرشحين حمدين والسيسى"، لمناقشة برامج المرشحين وموقفهم من القضايا السياسية المختلفة، والأبعاد الاقتصادية فى برامجهم، وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية ناقش الخبراء موقف المرشحين تجاه الدول ذات التوتر مع مصر عقب ثورة 30 يونيو، وموقفهم تجاه الدول العربية والأفريقية والولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وافتتح الندوة أ.ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكداً على أن الانتخابات الرئاسية لعام 2014 تتجاوز المرشحين لتؤكد على شرعية الثورة، وأشار إلى أن المرشحين بينهم اختلافات ولكن يجمع بين كليهما ثورة 30 يونيو، كما لا يوجد نزاع بينهم حول ثورة 25 يناير. وأدار الندوة الدكتور يسرى العزباوى رئيس برنامج النظام السياسى المصرى بالمركز، وشارك فيها مجموعة من خبراء وباحثى المركز..

أولاً: الموقف من القضايا السياسية

تناول الدكتور أيمن عبد الوهاب رئيس وحدة الدراسات المصرية بالمركز، موقف المرشحين تجاه المجتمع المدنى والمرأة، مشيراً إلى أن البرنامج الحقيقى للمشير السيسى هو الجزء المعنوى منه وذلك لأنه يعمل فى إطار دستورى جديد يحدد له صلاحيات معينة. وأوضح أن برنامج السيد حمدين ركز على مجموعة من الإجراءات فى محاولة لتعظيم الاستفادة منها تجاه المجتمع المدنى، بينما كانت تصريحات السيسى تبين أن المجتمع المدنى هو بمثابة أداة لتحسين الرعاية. وأن جوانب القصور فى برنامج المرشحين أنها لم توضح علاقة المجتمع المدنى بالدولة، وهل سيتخدم كأداة أم كشريك فى عملية التنمية؟.

وبالنسبة للمرأة، أوضح أن صباحى ركز فى برنامجه على تمكين المرأة على المستوى الاجتماعى والمناصب والتشريعات، بينما رؤية السيسى تتبنى فكرة الوعى بطبيعة القضايا وهو الذى يعد مدخل ضرورى وحتمى للمرحلة القادمة.

وفيما يتعلق بموقف المرشحين من قضية الإعلام، أوضح أ. أحمد ناجى رئيس وحدة الإعلام والرأى العام أن المشير السيسى ليس لديه برنامج محدد بينما السيد صباحى لديه برنامج مطور. مشيراً إلى أن موقف حمدين من الإعلام يقترب من الفكرة التشريعية ويحاول أن يضع لها إطار ثانوى ودستورى فى المستقبل. أما رؤية السيسى تركز على وسطية الخطاب الإعلامى وتحديث الخطاب فى تناول كافة القضايا، وتوافر آليه لتنظيم وتداول المعلومات. مشيراً إلى أن السيسى قد عرض المضمون المطلوب من الإعلام فى الفترة القادمة، بينما حمدين ركز على التشريعات بشكل أكثر من المضمون.

وتناول الدكتور عادل عبد الصادق الخبير بمركز الأهرام موقف المرشحين تجاه قضايا الأمن القومى، مشيراً إلى أن هناك اختلاف بين المرشحين فى معالجة قضايا الأمن الداخلى، فيرى حمدين أن الدولة فشلت فى مواجهة الإرهاب فى سيناء لتركيزها على البعد الأمنى وأن وقف العمليات الإرهابية من خلال معالجة اقتصادية وسياسية وليست أمنية فقط، بينما يرى السيسى أن المواجهة الأمنية للإرهاب ليست فاشله وأن طول تلك الظاهرة أمر طبيعى.

وفيما يتعلق بدور الجيش يرى السيسى أن الجيش يجب أن يكون له دوراً تجاه الأمن الداخلى، بيما يرى حمدين أن الجيش يجب أن يعود إلى وظيفته الأساسية. ويشير عبد الصادق أن خلفية السيسى جعلته مدركاً بشكل جيد حجم التهديدات التى تواجه الأمن القومى، وبالنسبة لموقف المرشحين من سد النهضة فقد أتفق المرشحين على الحل السلمى، ولكن الاختلاف بينهم فى ممارسة الضغوط الخارجية لحل الأزمة.

وتناول الدكتور عمرو الشوبكى موقف المؤسسة العسكرية، وأشار إلى أن المؤسسة العسكرية منذ 25 يناير 2011 كانت حائرة فى كل الأحوال وكان دورها أكثر وضوحاً فى 3 يوليو عند عزل الرئيس السابق، وأن أحد شروط التحول الديمقراطى هو وجود الجيش الوطنى، وأن القوات المسلحة المصرية هى جيش الدولة المصرية وليس جيش النظام السياسى.

وأشار إلى أن جانب من قوة المشير السيسى هو دوره فى 3 يوليو الذى اعتبره الكثير حفاظاً على مصر، للتأكيد على الكرامة الوطنية واتخاذ مثل هذه القرارات دون علم الأمريكان فضلاً عن الاختيار النفسى لدى غالبية المصريين هو من يأتى من خلفية عسكرية. بينما ترشح حمدين هو رمزية معنوية تفتح الباب فى المستقبل للتعبير الديمقراطى.

ثانياً: القضايا الاقتصادية

تناول أ.محمد عز العرب مدير تحرير التقرير الاستراتيجى العربى، موقف المرشحين من قضية العدالة الاجتماعية باعتبارها واحدة من المرتكزات الأساسية لدى توجهات المرشحين باعتبارها من الشعارات التى طرحت فى ثورة 25 يناير وكان عدم تعظيمها سبب فى فشل الحكومات المتعاقبة عليها.

وأشار أن برنامج حمدين ورؤية السيسى تسعيان إلى ربط العدالة الاجتماعية بالتنمية الاقتصادية وتأكيدهم على أن التنمية الشاملة هى مدخل للتعامل مع العدالة الاجتاعية، وفيما يتعلق بمشكلة الفقر، فرؤية السيسى تشير إلى أن الوصول إلى الفقراء هى التنمية الحقيقة ويركز على الفئات الأكثر عوزاً، بينما حمدين يركز على ما تعرف بالحقوق السبعة + 1 والتى تشمل حق الغذاء، والماء، والصحة، والتعليم، والثقافة، والائتمان الاجتماعى، والحد الأدنى والأقصى للأجور، والحق فى بيئة نظيفة.

وفيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية بين الأقاليم، فتبرز بشكل أكثر لدى المشير السيسى مقارنة بصباحى من خلال رؤيته لإعادة توزيع الخريطة الإقليمية والمحافظات فى محاولة لتقليل الفجوة التنموية، وأن العدالة الاجتماعية لدى السيسى تركز على الخدمات وليس الموارد فقط. بينما الحد الأقصى للأجور واضح بشكل أكثر فى برنامج حمدين الذى يزيد نحو 30 للضعف عن الحد الأدنى.

وطرح الدكتور أحمد قنديل رئيس برنامج الطاقة بمركز الأهرام رؤية المرشحين تجاه أزمة الطاقة، مشيراً إلى أن هناك شبه اتفاق بين المشير السيسى والسيد صباحى فى التعامل مع أزمة الطاقة، وأنه لأول مرة يكون هناك اهتمام من قبل المرشحين للاهتمام بهذه الأزمة الأمر الذى يعكس مدى الاهتمام بها من ناحية وخطورتها من ناحية أخرى.
وأن كلا المرشحين لديهم رؤية فى معالجة الأزمة والاهتمام بالطاقة البديلة والطاقة الشمسية، بينما تلك الرؤية جزئية تعتمد على المدى القصير. ومن ناحية أخرى هناك اتفاق بين المرشحين على ترشيد الدعم ولكن غاب عن المرشحين كيفية تقليل الدعم للطاقة وتهيئة المناخ المناسب لترشيد الطاقة.

وتناولت أ.سنية الفقى منسق وحدة الدراسات الاقتصادية بمركز الأهرام، قضية تمويل برامج المرشحين وكيفية توفير موارد مالية لتفيذ تلك المشروعات، وأوضحت أن المشير السيسى تحدث عن مبلغ تريليون لتمويل المشروعات وأن مصادر التمويل ستكون ذاتية من رجال أعمال ومساعدات خليجية وزيادة تدفقات الاستثمار المالى الأجنبى. بينما برنامج حمدين ركز على إعادة هيكلة الضرائب والشركات والدعم خاصة المواد البترولية، وتوفير 166 مليار من خلال إعادة هيكلة الموازنة العامة، والاستفادة من الأموال المهربة. وأشارت أن كلا البرنامجين يعيب عليهما الاكتفاء بالخطوط العامة دون الإشارة إلى تفاصيل.

ثالثاً: السياسة الخارجية

ناقش أ.محمد عباس رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، موقف المرشحين تجاه الدول ذات العلاقة المتوترة مع مصر عقب 30 يونيو خاصة إيران وتركيا، وأشار إلى أن ليس هناك موقف موحد داخل النظام الإيرانى تجاه مصر عقب 30 يونيو، فهناك اتجاه يريد بقاء نظام الإخوان، والاتجاه الأخر كان يرى ذلك النظام يدعم الولايات المتحدة. أما بالنسبة لتركيا فكان موقفها أكثر حدة بشكل كبير تجاه مصر وأعتبرت ما حدث هو انقلاب وليس ثورة شعبية. وأشار إلى أن كلا المرشحين رفضوا التهديدات الإيرانية لدول مجلس التعاون الخليجى، وليس موقفها من 30 يونيو، كما يرفضوا تدخل تركيا فى الشأن المصرى الداخلى. وأن الخلافات بين كلا المرشحين حول استعادة مصر لدورها الإقليمى وعودتها إلى ممارسة دورها كقائد إقليمى، واتفقوا على أن قوة الأخرين ليس لأسباب ذاتية وإنما لضعف مصر.

وطرح الدكتور محمد السعيد إدريس رؤية المرشحين تجاه العروبة، وأشار إلى أن هناك توافق بينهما وأرجع ذلك إلى انتمائهم لنفس المدرسة الفكرية، فحمدين صباحى هو عضو الأمانة للمؤتمر القومى العربى، وأن المشير السيسى ابن الحركة الوطنية المصرية وأن منظور الجيش الاستراتيجى لم ينحرف.

وأن كلا المرشحين لديهم طموح لعلاقات مصرية عربية بشكل مكثف، ولكن المشير السيسى يتحدث عن علاقات مصرية عربية من منظور عملى برجماتى يرى فيه ضرورة وحتمية دور عربى لمصر وذلك لإدراكه الدور السلبى لمصر فى الفترة الماضية، وإدارته للعلاقات المصرية العربية ستكون من منظور الأزمة. بينما السيد صباحى يتحدث عن علاقات مصرية عربية من منظرو أيديولوجى ويسعى إلى تطوير العلاقات المصرية العربية، وأشار إلى أن كلا المرشحين أقل اختلافاً تجاه علاقتهم بالدول العربية.

فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأفريقية، تناولت الدكتورة أمانى الطويل رئيس وحدة العلاقات الدولية موقف المرشحين تجاه الدول الأفريقية من خلال التركيز على برنامج السيد حمدين صباحى وتصريحات المشير السيسى. وأشارت إلى أن السيسى تميز عن صباحى فى نجاحه فى عقد صفقه مع الاتحاد الأفريقى ترتبط بتقديم تسهيلات لوجيستية للاتحاد الأفريقى، وأن توجهات السيسى استراتيجية تركز على البعد التعاونى مع الدول الأفريقية، والاهتمام بالعلاقات البينية المصرية الأفريقية، وفيما يتعلق بإثيوبيا يركز على البعد التعاونى وكيفية تفهم إثيوبيا لمصر ومصر لإثيوبيا. أما السيد صباحى فقد استحدث دائرة جديدة هى دائرة حوض النيل لتصبح الدائرة الثانية بعد الدائرة العربية، وأن الدائرة الثالثة هى المصرية الأفريقية. وتضمنت آليات العمل بالنسبة له الانتماء الأفريقى والتحول الديمقراطى. وأشارت إلى ما يعيب على برنامج صباحى هو تركيزه على التفاعل الشعبى فى أفريقيا وهى فكرة خاطئة فى ضوء التنوع الأثنى والعرقى فى الدول الأفريقية، بينما ركز السيسى على آلية المبادرات السياسية فى حل النزاعات.

تناولت الدكتورة هناء عبيد رئيس وحدة الدراسات الأوروبية موقف المرشحين تجاه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وأشارت إلى أن تلك الدول لديها تحفظ على تغيير الأنظمة عن طريق التدخل العسكرى، وأن لديها غضاضة تجاه النظام السياسى المصرى خاصة بعد 30 يونيو، قد حسمت تلك الدول مؤخراً موقفها تجاه 30 يونيو، فالدول الأوروبية حرصت على التفاعل مع النظام الجديد، والولايات المتحدة صرحت بالإفراج عن صفقة الأباتشى. وفيما يتعلق بموقف المرشحين تجاه تلك الدول، فلا توجد تمايزات بينمها لأنها تـأتى فى إطار أنهم حلفاء تقليدين وأنه يجب تعزيز العلاقات مع تلك الدول، وأن المشير السيسى أوضح فى تصريحاته أن زيارته لروسيا لا تفسر أنها على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، بينما السيد صباحى متأثر بتوجهاته ويقف على مسافة واحدة من القوى الغربية. وعلى الجانب الأخر أشارت أن الدول الغربية ستتعامل مع أى مرشح فى حال فوزه لما لها من علاقات متجذرة مصلحية.

وأخيراً فيما يتعلق بموقف المرشحين من حركة حماس، أشار أ.محمد جمعة الباحث بمركز الأهرام إلى أن هناك اختلاف بين المرشحين تجاه حركة حماس، فالسيد صباحى تناول فى برنامجه القضية الفسلطينية دون الإشارة لحركة حماس، وركز على دعم صمود الشعب الفلسطينى على أرضه وبناء دولته، بينما فى تصريحاته رفض تدخل حماس فى الشئون الداخلية، وعليها الاعتراف بثورة 30 يونيو حتى تعود العلاقت على سابقة عهدها، وفى المقابل أكد فى تصريحات أخرى أن حركة حماس فى غزة لا تمثل تهديد على مصر فضلاً عن اتصالاته السابقة بموسى أبو مرزوق أحد قادة الحركة. بينما المشير السيسى أوضح فى تصريحاته أن مصر لن تنسى من وقف إلى جانبها ومن وقف ضدها، وأن حركة حماس تمثل تهديد للنظام المصرى والدولة المصرية، وعلى صعيد أخر يرى السيسى أن هناك فرصة كبيرة للسلام بين الفلسطينين فضلاً عن تأييده للتسوية السياسية.


رابط دائم: